أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون
  والذي رأيته في كلام الزمخشري في تفسير سورة العنكبوت ما نصه: «أَنْ» صِلَةٌ أكدت وجود الفعلين مرتباً أحَدُهما على الآخر في وَقَتَيْنِ متجاورين لا فاصل بينهما، كأنهما وُجِدا في جزء واحدٍ من الزمان، كأنه قيل: لما أحَسَّ بمجيئهم فاجأته المَسَاءة من غير رَيْثِ، انتهى.
  والرَّيثُ: البُطْءُ، وليس في كلامه تعرض للفرق بين القصتين كما نقل عنه، ولا كلامه مخالف لكلام النَّحويين، لإطباقهم على أن الزائد يؤكد معنى ما جيء به لتوكيده. و «لَمَّا» تُفيد وقوع الفعل الثاني عقب الأول وترتبه عليه، فالحرف الزائد يؤكد ذلك، ثم إن قصَّة الخليل التي فيها: {قَالُوا سَلَامًا}[هود: ٦٩] ليست في السورة التي فيها {سِيءَ بِهِمْ}[العنكبوت: ٣٣]، بل في سورة هود، وليس فيها «لما»
  قوله: (والذي رأيته) مراده بذلك الرد على أبي حيان حيث أنه خلبط في النقل وخليط في الآية قوله: (أن صلة) أي: زائدة قوله: (مرتباً) أي: حال كونهما مرتبين أحدهما على الآخر وهذا الترتيب مأخوذ من لما لا من أن كما ادعاه أبو حيان ونقله فحاصل هذا الجواب أنها لم تفد إلا توكيد وجود الفعلين المتعاقبين وهذا التعاقب ليس منها كما نقلت عن الزمخشري فقد نقلت عنه شيئاً لم يقل به وقوله: وليس في كلامه تعرض رد ثانٍ أي: أنه لم تفرق بين الآيات كما نقلت عنه حيث قلت قال في الآية الأولى كذا، وفي الثانية كذا وقوله: ولا كلامه مخالف اعتراض ثالث، أي: لم يخالف النحويين فهو لا يقول تفيد شيئاً زائداً على التوكيد كما نقلت عنه، بل يوافقهم اهـ دماميني.
  قوله: (انتهى) أي: كلام الومخشري. قوله: (كما نقل) أي: أبو حيان. قوله: (عنه) أي: عن الزمخشري قوله: (على أن الزائد) أي: الحرف الزائد. قوله: (معنى ما) أي: شيء وقوله جيء به أي بالزائد وقوله لتأكيده أي: تأكيد الشيء. قوله: (فالحرف الزائد يؤكد ذلك) أي: ولا يفيد وقوع الفعل الثاني عقب الأول كما نقلت عنه اهـ. بقي شيء آخر، وهو أنه قدر في سورة هود {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}[هود: ٧٧]، ووقع في سورة العنكبوت، {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}[العنكبوت: ٣٣] فذكرت أن في الآية الثانية دون الأولى والقصة واحدة فما السر في التفريق بين المحلين قلت لما رتب في آية هود على مجيء الرسل لوطاً # أموراً هي مساءته وضيق ذرعه بهم وقولهم هذا يوم عصيب ومجيء قومه يهرعون إليه لم يؤت بأن لمنافاة معناها لهذا المقام وذلك أن مجموع هذه الأمور المرتبة في هذه الآية من حيث هو مجموع ليس شديد الاتصال بمجيء الرسل حتى بعد المجموع كأنه واقع في جزء واحد من الزمان ووصلت أن في آية العنكبوت؛ لأنه لم يرتب فيها على مجيء الرسل غير إساءة لوط وضيق ذرعه وهما شديدا الاتصال بذلك المجيء فأتى بها إشعاراً بذلك المعنى اهـ دماميني. قوله: (ليست في السورة) أي: العنكبوت. قوله: