الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في بيان الحقيقة الشرعية]

صفحة 127 - الجزء 1

  كافر نعمة كما يقول الناصر⁣(⁣١)، وهذا هو الأقرب من مذهبهم؛ لأنَّ الهادي والقاسم⁣(⁣٢) يجعلون العبادات شكراً لا مصالح فيكون المخل بها كافراً، وهذا رأي الأئمة المتقدمين.

  فأمَّا الأئمَّة المتأخرون كالمؤيد بالله⁣(⁣٣) وأبي طالب⁣(⁣٤) وأحمد بن سليمان⁣(⁣٥) والمنصور بالله فإنهم يثبتون المنزلة بين المنزلتين.


(١) هو الإمام الناصر الكبير أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، ويقال له الأطروش، إمام الزيدية في بلاد الجيل والديلم، من سادات الأئمة، وعظماء الإسلام، ولد بالمدينة المنورة سنة (٢٢٥) هـ، نشأ # في الدينة المنورة، وأخذ العلم عن جماعة من أهل البيت هناك، ثم ارتحل إلى الكوفة، وروى عن شيخ الشيعة بالعراق محمد بن منصور المرادي، وغيره، وكان الإمام الناصر جامعاً لعلم القرآن والكلام والفقه والحديث والأدب والأخبار واللغة، جيد الشعر، مليح النوادر، مفيد المجلس، ناشئاً على الزهد والورع، مثابراً على العبادة، دعا الناس إلى عبادة الله في الجيل والديلم، ففتح الله على يديه وأسلم ببركته ألف ألف من المشركين وعلمهم معالم الإسلام، له مصنفات عديدة، توفي بآمل سنة (٣٠٤) هـ.

(٢) الإمام ترجمان الدين، نجم آل الرسول، القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الإمام الحسن الرضا بن الإمام الحسن السبط بن علي أمير المؤمنين $، ولد سنة (١٧٣) هـ تقريباً، وكان # شديد الوطأة على الظالمين، قوي العداوة للفاسقين والجبارين، بعيداً عن كل ما يتعلق بهم، لا يخاف في الله لومة لائم، وقد عاصر عدداً من خلفاء العباسية أولهم هارون الغوي، ثم ولداه الأمين والمأمون، ثم أخاهما المعتصم، ثم ولده الواثق بن المعتصم، ثم أخاه المتوكل البغيض، ولم يزل مثابراً على الدعوة إلى الله، صابراً على التغرب والتردد في النواحي والبلدان، متحملاً للشدة، مجتهداً في إظهار دين اللّه، إلى أن توفاه الله في شوال سنة (٢٤٦) هـ، في أيام المتوكل، ففرح بموته أشد الفرح، وقد كتب له أجر الأئمة السابقين، من الأئمة الطاهرين $، وقبره # في الرس خارج المدينة المنورة، في منطقة الردادي في وادي حزرة، أحد أودية منطقة الفُرع، وقبره مشهور مزور، وبجواره عدد من أولاده وأحفاده، À وسلامه.

(٣) هو الإمام الأعظم، المؤيد بالله، أبو الحسين، أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، من أعلام أئمة الزيدية المجددين، ولد سنة (٣٣٣) هـ، ودعا إلى الله سنة (٣٨٠) هـ، وكان أكمل أهل عصره وأعلمهم وأفضلهم وأورعهم وأزهدهم وأشجعهم، وبايعه علماء عصره، وفضلاء دهره من أهل البيت $ وغيرهم من علماء الأمة، وبايعه أهل الجيل والديلم، وامتد نفوذ دولته إلى الجيل والديلم وطبرستان والري وآمل، واستولى على هوسم، وكان بينه وبين ملوك الأعاجم والجنود العباسية حروب كثيرة كانت له الغلبة عليهم، واستقام له الأمر، فأقام آمراً =