فصل: [في بيان الحقيقة الشرعية]
  قلت: وإذا تأملت كلام الفقيه وجدته ساقطاً:
  أما أولاً: فادعاؤه للإجماع والهادي مخالف لا تقبله الأسماع.
  وأمَّا ثانياً: فهو معارض بادعاء إجماعهم على إثباتها، وهو ما روى الديلمي(١) في كتاب القواعد حيث قال: وذهب آل الرسول، ومن تابعهم من العلماء الفحول، أن أصحاب الكبائر
= بالمعروف وناهياً عن المنكر، وكان مثالاً في الزهد والتواضع والورع والتصوف، كان يحمل حاجاته من السوق بنفسه، ولا يجيز لنفسه ولا لأحد أن يحمل حاجاته على دواب بيت المال، وكان يتولى حراسة بيت المال بنفسه، ويقسم المال بين الجند بيده، يجالس الفقراء والمساكين، ويرفع من شأن العلماء والصالحين، كثير البكاء من خشية الله، غزير الدمعة، دائم الفكر، كثير العبادة، حتى قيل في المثل: المؤيد عدلة وأهل البيت $ عدلة، وتوفي يوم عرفة سنة (٤١١) هـ، وعمره (٧٨) سنة.
(٤) هو الإمام الناطق بالحق، أبو طالب: يحيى بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون، من أكابر أئمة الزيدية ومصنفيهم، ولد سنة (٣٤٠) هـ، أخذ العلم عن علماء عصره في شتى فنون العلم، حتى برز في مضماره، وخاض في موج غماره، والتقط درره من قعور بحاره، قام بعد وفاة أخيه الإمام المؤيد بالله سنة (٤١١) هـ، وأقام آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، على طريقة العترة الكرام، جاداً في مرضات الله، مجدداً لدين الله، مشتغلاً بصلاح الأمة، وإنفاذ أحكام الله تعالى، وجهاد الظالمين، ومنابذة الفاسقين، وعبادة الله حتى أتاه اليقين، وتوفي سنة (٤٢٤ هـ)، وقيل: (٤٢٢ هـ)، عن نيف وثمانين سنة، وقبره (بجرجان)، رحمة الله وسلامه عليه، وله في أصول الفقه: المجزي من معتمدات علمائنا ومراجعهم، وكتاب مبادئ الأدلة.
(٥) هو الإمام المتوكل على الله أبو الحسن أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم بن إبراهيم $، من كبار أئمة الزيدية ومشاهيرهم، علماً وعملاً وجهداً وتصنيفاً، دعا سنة (٥٣٢) هـ، واجتمع لديه من سلالة الوصي # ثلاثمائة رجل من أهل البسالة والعلم، ومن سائر العلماء ألف وأربعمائة رجل، واستفاض على جميع اليمن، وخطب له بينبع وخيبر، وانقادت لأحكام ولايته الجيل والديلم، توفاه الله: في شهر ربيع الثاني سنة (٥٦٦) هـ، عن ست وستين سنة، وقبره بحيدان من بلاد خولان من ضواحي صعدة، مشهور مزور.
(١) هو محمد بن الحسن الزبيري الديلمي، من أعلام علماء الزيدية بالجيل والديلم، كان من أتباع الإمام المؤيد بالله المتأخرين، وصل إلى اليمن في أيام الإمام المهدي محمد بن المطهر سنة (٧٠٣) هـ، وتوفي سنة (٧١١) هـ، في وادي مر شامي مكة وهو عائد إلى بلده، وكتابه قواعد عقائد آل محمد له شهرة في أوساط الزيدية.