الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[حكم البسملة والمعوذتين]

صفحة 294 - الجزء 1

  (وقال) سيعد (بن المسيب⁣(⁣١) ومحمد بن كعب⁣(⁣٢): هي آية من الفاتحة فقط) قال سعد الدين: وروي ذلك عن الشافعي، وله في باقي السورة قولان، فمنهم من حمل القولين على أنها من القرآن في أوائل السورة أم لا، ومنهم من حملها على أنها هل هي آية مستقلة في أوائل السورة أم هي مع ما بعدها إلى أول الآية الثانية من كل سورة آية، قال: وهذا هو الأصح ليكون نظره واجتهاده في بيان آخر الآية ومقدارها لا في كونها قرءاناً.

  (وقيل: بل) هي (آية منها) أي من الفاتحة (بعض آية من غيرها).

  وقال (أحمد وداود ورازي الحنفية: آية مستقلة منزلة بين كل سورتين) للفصل: بها؛ لأنها آية في كل سورة.

  لنا: أنها مكتوبة في مصاحف الصحابة مع مبالغتهم في أن لا يكتب فيها ما ليس منه، مما تتعلق به حتَّى النقط والشكل، والعادة في مثله تقضي بعدم الإتفاق، فكان لا يكتبها بعض أو ينكر على كابتها، ولو نادراً.


(١) سعيد بن المسيب بن حزن - بضم الحاء المهملة وسكون الزاي، وبالنون - بن أبي وهب بن المسيب، أبو محمد القرشي المخزومي، ولد لسنتين من خلافة عمر، يروي عن علي # وابن عباس وأبي سعيد وجابر وأبي هريرة وخلق من الصحابة والتابعين، وعنه ابن جدعان وابن المنكدر والزهري وعبدالله بن محمد بن عقيل وخلق، توفي سنة (٩٤) هـ عن تسع وسبعين، خرج له الجماعة وأئمتنا الخمسة والسمان.

(٢) محمد بن كعب بن سليم، أبو عبد الله القرظي المدني، محدث من كبار التابعين، مات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل: سنة عشرين ومائة.