[حكم البسملة والمعوذتين]
  وأخرج أحمد والحاكم وأبو داود وغيرهم عن أم سلمة أن النبي ÷ كان «يقرأ: ﷽ الحمد لله رب العالمين» الحديث، وفيه: وعدّ ﷽ آية.
  وأخرج ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (سرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن ﷽).
  وأخرج البيهقي في الشعب وابن مردوية بسند حسن من طريق مجاهد عن ابن عباس، قال: أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي صلى الله عليه إلا أن يكون سليمان بن داود: ﷽.
  وأخرج ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب، قيل: فأين السابعة قال: بسم الله الرحمن.
  وأخرج الدار قطني بسند صحيح عن أمير المؤمنين # أنه سئل عن السبع المثاني، فقال: (الحمد لله رب العالمين)، فقيل له: إنما هي ست آيات، فقال: (﷽ آية).
  وأخرجه أيضاً بسند صحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه «إذا قرأتم الحمد فاقرؤوا ﷽ إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها».
  وأخرج مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله ÷ بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثُمَّ رفع رأسه مبتسماً فقال «أنزلت علي آنفاً سورة {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١}[الكوثر: ١] الحديث.
  وفي الباب أحاديث جمة بعضها حسان وبعضها ضعاف، وقد اقتصرنا على هذا القدر وهو يعطي التواتر المعنوي بكونها قرءاناً منزلاً فيه أوائل السور.
  احتج المنكرون لكونها قرءاناً: بعدم تواترها آية من القرآن في أوائل السور، فلا يكون قرءاناً فيها لقضاء العادة بتواتر تفاصيل مثله.
  قلنا: لا نسلم عدم التواتر لثبوتها في السبع وهي متواترة، ولما ذكرنا، سلمناه، لكن تواتره في محله يكفي في ثبوت كونه قرءاناً، وإن لم يتواتر كونه قرءاناً فيه.