حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون

صفحة 100 - الجزء 1

  ٤٥ - إِمَّا أَقَمْتَ وَأَمَّا أَنْتَ مُرْتَحِلاً ... فَاللَّهُ يَكْلِأُ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ

  الرواية بكسر «إن» الأولى وفتح الثانية، فلو كانت المفتوحة مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة، وتَعَسَّف ابنُ الحاجب في توجيه ذلك، فقال: «لما كان معنى قولك: «إن جِئْتَنِي أَكْرَمْتُكَ»، وقولك: «أَكْرِمُكَ لإتيانك إِيَّاي» عطف واحداً صَحْ عطف التعليل على الشرط في البيت، ولذلك تقول: «إن جِئْتَني وأحسنتَ إليَّ أكرمْتُكَ»، ثم تقول: «إن جئتني ولإحسانِك إليَّ أكرمْتُك» فتجعل الجواب لهما» انتهى.

  وما أظن أن العرب فاهت بذلك يوماً ما.

  المعنى الثاني: النفي كـ «إن» المكسورة أيضاً، قاله بعضهم في قوله تعالى: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ}⁣[آل عمران: ٧١] وقيل: إنَّ المعنى: ولا تؤمنوا بأن يُؤْتَى


  قوله: (لزم الخ) بيان الملازمة أن أن المفتوحة المصدرية تؤول مع صلتها بمصدر وهو من قبيل المفردات والمكسورة شرطية ولا تدخل إلا على جملة.

  قوله: (على الجملة) أي: مع صلتها بمصدر وهو من قبيل المفردات والمكسورة شرطية، ولا تدخل إلا على جملة قوله (على الجملة) أي: واللازم باطل وقد يجاب بأنه يمكن أن يكون المصدر المسبوك فاعلاً بفعل محذوف أي: أن أقمت أو وقع ارتحالك فإنما عطف جملة على جملة. قوله: (في توجيه ذلك) أي: البيت بناء على جعل أن مصدرية لا شرطية ووجه التعسف أن عطف التعليل على الشرط من باب العطف على المعنى فكأنه قيل لإقامتك وارتحالك ولمجيئك أو إحسانك اهـ تقرير دردير.

  قوله: (صح عطف التعليل) أي: الذي هو قوله وأما أنت مرتحلاً؛ لأن أن مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر عطف على الشرط قبلها وهو قوله إما أقمت. قوله: (ولذلك) أي: لأجل كون التعليل في معنى الشرط. قوله: (فتجعل الجواب لهما) أي: للشرط والتعليل والمراد بالجواب بالنسبة للتعليل المعلل اهـ تقرير شيخنا دردير. قوله: (فاهت) أي: نطقت بذلك أي: فهذا المثال تركيب مخترع لا يوجد له نظير في كلام العرب اهـ دماميني. قوله: (المعنى الثاني) أي من المعاني الأربعة المزيدة. قوله: (أن يؤتي أحد الخ) أي: أن أهل الكتاب يقولون لبعضهم لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ولا يحاجوكم أي؛ يغلبكم أحد.


٤٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في (أمالي ابن الحاجب ١/ ٤١٠، ٤١١؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٩، ٢٠، ٢١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١١٨؛ وشرح المفصل ٢/ ٩٨؛ ولسان العرب ١٤/ ٤٧ (أما)).

اللغة: أقمت ضدّ ارتحلت وسافرت يكلأ يحفظ. ما تذر: ما تترك.

المعنى: إن الله - جل وعلا - يحفظ ما تأتي به وما تتركه على الحالين: إن كنت مسافراً، أو مقيماً.