أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون
  أحد مثل ما أوتيتم من الكتاب إلا لمن تَبعَ دينكم، وجملة القول اعتراض.
  والثالث: معنى «إذ» كما تقدَّم عن بعضهم في «إن» المكسورة، وهذا قاله بعضهم في: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}[ق: ٢]، {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا}[الممتحنة: ١]، وقوله [من الطويل]:
  أَتَغْضَبُ أَنْ أُذْنَا قُتَيْبَةَ حُزَّتا
  والصواب لها أنها في ذلك كله مصدرية: وقبلها لام العلة مقدرة.
  والرابع: أن تكون بمعنى «لئلا»، قيل به في: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}[النساء: ١٧٦]، وقوله [من الوافر]:
  ٤٦ - نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّا ... فَعَجَّلْنَا الْقِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا
  والصواب أنها مصدرية، والأصل: كراهية أن تضلوا ومخافَةَ أن تشتمونا، وهو قول البصريين. وقيل: هو على إضمار لام قبل «أن» و «لا» بعدها، وفيه تعسُّف.
  قوله: (وجملة القول) أي: على كلا القولين وقوله: جملة القول أعني قل إن الهدى هدى الله قوله: (الثالث) أي: من المعاني المزيدة. قوله: (معنى إن) أي: المفيدة للتعليل. قوله: (كما تقدم عن بعضهم الخ) جعل منه واتقوا الله إن كنتم مؤمنين أي: لأنكم مؤمنون وشأنكم التقوى قوله: (وهذا قاله بعضهم) أي: هذا المعنى وهو التعليل في المفتوحة قاله بعضهم الخ. قوله: (أتغضب أن أذنا قتيبة الخ) أي: في رواية من رواه بفتح الهمزة من أن.
  قوله: (والرابع) أي: المعاني الأربعة المزيدة قوله: (القرى) مقصور وهو بكسر القاف ما يقدم للضيف. قوله: (أن تشتمونا) أي: لئلا تشتمونا أي: تسبونا يقال شتمه يشتمه بفتح العين في الماضي وبكسرها وضمها في المضارع قوله: (والأصل كراهية) أي: الأصل في الآية كراهية الخ، وقوله: ومخافة أي: والأصل في البيت مخافة الخ، أي: أو كراهية أن تشتمونا فحذف المضاف المنصوب على أنه مفعول لأجله وأقيم المضاف إليه مقامه اهـ. دماميني. قوله: (وفيه تعسف) أي: من جهة حذف شيئين مع إمكان حذف واحد وقد يقال حذف الجار قبل أن يطرد وحذف الثاني للقرينة جائز في سعة
٤٦ - التخريج: البيت لعمرو بن كلثوم في (ديوانه ص ٧٣؛ والأزهية ص ٧١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١١٩).
اللغة: الأضياف والضيوف معروفة. القرى: ما يقدم للضيف من طعام وشراب. الشتم: السباب.
المعنى: حللتم ضيوفاً علينا، فأنزلناكم في دار الضيافة، وعجّلنا بوصول الطعام والشراب إليكم، خوفاً من هجاء أو سباب تنالوننا به؛ وفي البيت استعارة واضحة لمن يقرأ الأبيات السابقة والتالية له، إذ المقصود: جئتم لحربنا فعاجلناكم بالموت.