حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجملة الرابعة المجاب بها القسم

صفحة 444 - الجزء 2

  بجواب الأول عن جواب الثانية كما استُغْنِي في نحو: «أَزَيْداً ظَنَنْتَهُ قائماً» بثاني مفعولي «ظننت» المذكورة عن ثاني مفعولي «ظننت» المقدرة.

  الجملة الرابعة: المجاب بها القسم، نحو: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ٢ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٣}⁣[يس: ٢ - ٣]، ونحو: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٥٧]، ومنه {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ٤}⁣[الهمزة: ٤]، {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ}⁣[الأحزاب: ١٥]، يُقدر لذلك ولما أشبههُ القَسَمُ.

  ومما يحتمل جواب القسم {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}⁣[مريم: ٧١] وذلك بأن تقدر الواو عاطفة على {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ}⁣[مريم: ٧٠]، فإنَّه وما قبله أجوبة لقوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ}⁣[مريم: ٦٨]، وهذا مراد ابن عطية من قوله: هو قسم، والواو تقتضيه، أي: هو جواب قسم والواو هي المحصلة لذلك لأنها عاطفة؛ وتوهم أبو حيان عليه ما لا يتوهم على صغار الطلبة، وهو أن الواو حرف قسم، فَرُدَّ عليه بأنه


  أي بجواب أداة الشرط الأولى وهي إن في بيت لا تجزعي الخ ومن في بيت فمن نحو نؤمنه، وجواب إن في بيتها لا تجزعي وجواب من في بيتها يبت وهو آمن. قوله: (كما استغنى الخ) هذا تنظير وإن كان في الأول استغنى عما للثاني بما للأول وفي هذا الثاني بالعكس. قوله: (نحو أزيدا الخ) أي: فالأصل أظننت زيداً ظننته قائماً فحذف ثاني مفعولي ظن المقدرة استغناء عنه بثاني مفعولي ظن المذكورة، وقد يقال إن قائماً ثاني مفعولي الأولى المحذوفة لأنها مقصودة بالذات والثاني ذكرت لضرورة التفسير.

الجملة الرابعة المجاب بها القسم

  قوله: (نحو والقرآن الحكيم إنك الخ) الأولى نحو إنك لمن المرسلين من قوله والقرآن الحكيم إنك الخ. قوله: (لينبذن) جواب لقسم مقدر ويدل لذلك اللام والتوكيد بالنون. قوله: (ومما يحتمل جواب القسم) أي: ويحتمل الاستئناف والأولى أن يذكر هذا في التنبيه الآتي لأنه معقود احتمل كونه جواباً واحتمل عدمه. قوله: (أجوبة الخ) أي: ومن المعلوم أن العطف على الجواب جواب فحينئذ تكون تلك الجملة جواباً فلا محل لها. قوله: (أي هو جواب قسم) أي فكلام ابن عطية على حذف مضاف فقوله هو قسم أي جواب قسم. قوله: (المحصلة لذلك) أي: لكون الجملة جواباً وقوله لأنها عطفت أي تلك الجملة على ما هو جواب قوله (عليه) أي: من أجله أي من أجل كلامه الذي قاله، وقوله على صغار الطلبة أي من صغار الطلبة أي أن أبا حيان توهم من أجل كلام ابن عطية توهماً لا يحصل من صغار الطلبة أو أنه ضمن توهم معنى تقول فعداه بعلى. قوله: (وهو) أي: التوهم وقوله إن الواو الخ أي أن قوله وهو قسم يفيد أن الواو واو قسم وجر