حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجملة الرابعة المجاب بها القسم

صفحة 446 - الجزء 2

  ٦٤٣ - تَعَشَ فَإِنْ عَاهَدْتَنِي لَا تَخُونُنِي ... نَكُنْ مِثْلَ مَنْ يَا ذِئْبُ يَصْطَحِبَانِ

  فجملة النفي إمَّا جواب لِعَاهدتني كما قال [من الطويل]:

  ٦٤٤ - أرَى مُحْرِزاً عَاهَدْتُهُ لَيُوافِقَنْ ... فكان كمنْ أَغْرَيْتُهُ بِخِلَافِ

  فلا محل لها، أو حال من الفاعل أو المفعول أو كليهما فمحلها النصب، والمعنى شاهد للجوابية، وقد يحتج للحالية بقوله أيضاً [من الطويل]:


  قوله: (أما جواب لعاهدتني) أي: والمعنى إن عاهدتني على عدم الخيانة في الصحبة. قوله: (ليوافقن) أي: فهو جواب القسم أعني عاهدت والدليل على ذلك اللام والتوكيد بالنون فإذا كان هذا جواباً لعاهدتني فلتكن جملة النفي في البيت قبله جواباً لعاهدتني. قوله: (أو حال من الفاعل) أي: عاهدتني حال كونك غير خائن لي، وقوله أو المفعول أي والمعنى حال كوني غير مخون لك في المعاهدة قوله: (أو كليهما) الظاهر أنه أراد ملاحظته فيهما معنى وإلا فالحال النحوية إنما تكون من واحد. قوله: (والمعنى شاهد للجوابية) أي: شاهد لكون الجملة جواباً وذلك لأن المعاهدة إنما هي على ترك الخيانة نفسها بدليل البيت الذي ذكره بعد لا أن الحلف في حال ترك الخيانة على شيء آخر كما هو ظاهره على الحال. قوله: (شاهد على الجوابية) أي: لأن المراد كما يأتي في البيتين بعد فإن عاهدتني على نفس عدم الخيانة لا على شيء آخر في. حال عدم الخيانة وهذا بناءً على أن المراد لا تخونني في الصحبة، فإن كان المراد لا تخونني في المعاهدة فالمعنى على الحال.

  قوله: (وقد يحتج للحالية بقوله) أي: بقول الفرزدق أيضاً فأيضاً راجع لقوله أي أن البيتين للفرزدق لما تاب عن الهجو. قوله: (بقوله أيضاً) أيضاً راجع لقوله أي أن هذين البيتين للفرزدق أيضاً لما تاب عن الهجو وحبس نفسه على القرآن، قال الدماميني كيف يقال وقوع لفظ حالاً في تركيب يدل على وقوع آخر حالاً في تركيب آخر، والجواب أن القصد مطلق وقوع الحال بعد المعاهدة كما استدل بالبيت الأول على إجرائه مجرى القسم


٦٤٣ - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه (٢/ ٣٢٩؛ وتخليص الشواهد ص ١٤٢؛ والدرر ١/ ٢٨٤؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٨٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٣٦؛ والكتاب ٢/ ٤١٦؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٦١؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٢٢؛ وشرح الأشموني ١/ ٦٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٢٩؛ وشرح المفصل ٢/ ١٣٢، ٤/ ١٣؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٧٣؛ ولسان العرب ١٣/ ٤١٩ (منن). والمحتسب ١/ ٢١٩؛ والمقتضب ٢/ ٢٩٥، ٣/ ٢٥٣).

المعنى: أقبل إلي أيها الذئب فإن واثقتني على عدم الغدر، إذا نكن صديقين لا يغدرا أحدنا بصاحبه.

٦٤٤ - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر

المعنى: لقد اتفقت و محرزاً على الوفاق فكان على خلاف ما اتفقنا عليه، فكأني عاهدته على الخلاف.