حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - هذا الذي ذكرته - من انحصار الجمل التي لها محل في سبع

صفحة 497 - الجزء 2

  {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى}⁣[طه: ٥٨]، {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ}⁣[البقرة: ٢٣٣].

  تنبيه - هذا الذي ذكرته - من انحصار الجمل التي لها محل في سبع - جارٍ على ما قَرَّرُوا، والحق أنها تسع والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها.

  أما الأولى فنحو: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ٢٢ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ٢٣ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ}⁣[الغاشية: ٢٢، ٢٤] قال ابن خروف «من» مبتدأ، و «يعذبه الله» الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع؛ وقال الفراء في قراءة بعضهم {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}⁣[البقرة: ٢٤٩]: إن {قَلِيلً} مبتدأ حذف خبره أي: لم يشربوا؛ وقال جماعة في {إِلَّا امْرَأَتَكَ}⁣[هود: ٨١] بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر، وليس من نحو: «ما مررتُ بأحدٍ إلا زيد خير منه»، لأن الجملة هنا حال من «أحد» باتفاق، أو


  زوجك فاعل لمحذوف ولا يصح عطفه على أنت إذ لا يقال اسكن زوجك. قوله: (ولا أنت) أي: ولا تخلفه أنت إذ لا يقال لا تخلفه أنت قوله: (ولا مولود) أي: ولا يضار مولود.

  قوله: (على ما قرر) أي: على ما قرره النحاة قوله: (الجملة المستثناة) أي: استثناء منقطعاً لأن إلا فيه بمعنى لكن وهي لا تدخل إلا على جملة وإنما كانت في محل نصب لأن حق المستثنى بإلا من كلام موجب أن ينصب. قوله: (بمسيطر) هو المسلط المتولي أي لست مسلطاً عليهم ولا متولياً عليهم لكن من تولى وكفر فالله المتولي عليه ويعذبه العذاب الأكبر فلا يتوهم تركه فالاستثناء منقطع وقيل الاستثناء متصل والمعنى إلا من تولى وكفر فأنت مسلط عليه بالجهاد قوله: (من مبتدأ) وقوله: تولى صلة من وقوله فيعذبه خبر أي: وجملة المبتدأ أو الخبر في محل نصب وهي حالة محل مفرد أي لكن تعذيب الله من كفر قال ابن مالك في التوضيح على الجامع الصحيح حق المستثنى بإلا من كلام موجب أن ينصب مفرداً كان أو مكملاً معناه بما بعده نحو: {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ٥٩ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ٦٠}⁣[الحجر: ٥٩ - ٦٠] ولا يعرف أكثر المتأخرين من البصريين في هذا إلا النصب وقد أغفلوا وروده مرفوعاً ثابت الخبر ومحذوفاً فمن الأول قول أبي قتادة احر مو كلهم إلا أبو قتادة لم يحرم فإلا بمعنى لكن وأبو قتادة مبتدأ ولم يحرم خبر ومن الثاني قوله ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله أي لكن الله يعلم ذلك.

  قوله: (على الاستثناء المنقطع) أي: لأن الجملة لا يعقل دخولها في غيرها حتى يحكم على الاستثناء بأنه متصل. قوله: (والجملة بعده خبر) أي: والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب على الاستثناء قوله: (لأن الجملة هنا حال) وذلك لأن قوله بأحد جار ومجرور متعلق بمررت وقوله إلا أداة استثناء وقوله زيد مبتدأ خير منه خبر والجملة حال من أحد وصفة له لا في محل نصب على الاستثناء قوله: (باتفاق) أي: حتى