الباب الثالث من الكتاب في ذكر أحكام ما يشبه
  وتقدير {وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} معطوفاً كذلك، لتضمّنه الإبدال من ضمير العائد مرتين، وفيه بعد حتى قيل بامتناعه، ولأن الحمل على الوَجْهِ البعيد يَنْبَغِي أن يكون سببه التخلص به من محذور، فأما أن يكون هو موقعاً فيما يحتاج إلى تأويلين فلا، ولا يجوز على هذا الوجه أن يكون {وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} مبتدأ وخبراً، لئلا يلزم فساد المعنى إن استؤنف، وخلو الصلة من عائد إن عُطِف.
  ومن ذلك أيضاً قوله [من الطويل]:
  من الضمير المسكن في يكون إله. قوله: (معطوفاً كذلك) أي: معطوفاً على أن في الأرض صلة، وقوله إله بدل من الضمير المستتر في الظرف أي وهو الذي يكون هو في الأرض، ثم أبدل من هو إله قوله: (لتضمنه الخ) علة لقوله ولا يحسن. قوله: (وفيه) أي: في الإبدال من ضمير العائد مرتين. قوله: (حتى قيل الخ) لأنه لا يعرف تكرار البدل إلا في بدل الاضراب كما مر للمصنف في لزوم إذ الإضافة واعترضه ابن الصائغ بنحو لا تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا فإن الأول يختار فيه الأبدال والثاني بدل، وأجيب بأن مراده منع تكرار البدل والمبدل إليه والفتى بدل من الضمير والعلا بدل من الفتى.
  قوله: (على الوجه البعيد) مراده بالوجه البعيد الابدال من ضمير العائد. قوله: (أن يكون سببه الخ) أي: ولا محذور هنا في الآية حتى يحتمل على هذا الوجه. قوله: (وإما أن يكون الخ) أي: إن عدم الحسن لهذين الأمرين، وأما كون عدم حسن هذا الإعراب لما يلزم عليه من ارتكاب محذور محوج في تصحيح الكلام إلى تأويلين. قوله: (وإما أن يكون) أي: وإما كونه موقعاً في شيء أي محذور يحوج في تصحيح الكلام إلى تأويلين فقوله فيما يحوج أي في محذور يحوج إلى تأويلين حتى يصح الكلام، والمحذور هو ان الضمير إذا كان مبدلاً منه كان في نية الطرح، وحينئذ فلزم خلو الصلة من عائد وحاصل التأويلين أنه وإن كان في نية الطرح إلا ان الخلو عن العائد في المعنى، وأما في اللفظ فلم العائد تخل عن وهذا التأويل في الطرف الأول ومثله يقال في الثاني فهما تأويلان بالنظر لكل مثل وإلا فالتأويل واحد قوله: (وإما أن يكون هو أي: هذا الإعراب. قوله: (فلا) أي: فلا تقول إن هذا هو سبب عدم الحسن قوله: (ولا يجوز على هذا) أي: كون في السماء صلة وإله بدل من الضمير المستتر في الظرف قوله: (فساد المعنى) أي: لأنه يلزم عليه التعدد في الآلهة كأنه قيل وهو الذي يكون في السماء إله وأخبركم أن إلهاً في الأرض. قوله: (وخلو الصلة) أي: لأن جملة وفي الأرض إله صلته لعطفها على الصلة فهي صلة ولا ضمير فيها تقوله لخلو الصلة أي بالنظر للمعطوف، وأما المعطوف عليه ففيه رابط وهو الضمير المبدل منه إله.
  قوله: (إن عطف) أي: إن عطفت تلك الجملة على الصلة. قوله: (ومن ذلك) أي: من المتعلق بما يشبه الفعل.