حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

فروع

صفحة 13 - الجزء 3

ما يعرف به الفاعل من المفعول

  وأكثر ما يشتبه ذلك إن كان أحدهما اسماً ناقصاً والآخرُ اسماً تاماً.

  وطريق معرفة ذلك أن تجعل في موضع التام إن كان مرفوعاً ضمير المتكلم المرفوع، وإن كان منصوباً ضميره المنصوب، وتُبدِل من الناقص اسماً بمعناه في العقل وعدمه، فإن صحت المسألة بعد ذلك فهي صحيحة قبله، وإلا فهي فاسدة، فلا يجوز: «أَعْجَبَ زَيْدٌ مَا كَرِهَ عَمْرُو» إن أوقعت «ما» على ما لا يعقل، فإنه لا يجوز: «أعْجَبْتُ الثَّوْبَ»، ويجوز النصب، لأنه يجوز «أعْجَبَنِي الثوبُ» فإن أوقعت «ما» على أنواع مَنْ يعقل جاز، لأنه يجوز: «أعْجَبْتُ النِّسَاء»، وإن كان الاسم الناقص «مَنْ» أو «الذي» جاز الوجهان أيضاً.

  فروع: تقول «أمْكَنَ الْمُسَافِرَ السَّفَرُ» بنصب «المسافر»، لأنك تقول: «أمكنني


  قوله: (ما يعرف به الفاعل من المفعول) أي: عند الالتباس قوله: (وأكثر ما يشتبه الخ) ومن غير الأكثر ما يأتي في الفروع أن يكونا اسمين غير ناقصين لكن أحدهما وهو اسم ذات عاقلة والثاني اسم معنى كما قال في المثال. قوله: (ناقصاً) ما لا هو يتم إلا بصلة وصفة. قوله: (تاماً) المراد به هنا ما كان لمن يعقل كما هو المتبادر من تمثيلهم. قوله: (وطريق معرفة ذلك) أي: وأردت أن تختبر صحة الرفع وعدمها. قوله: (في العقل وعدمه) أي: إن كان الاسم الموصول لمن يعقل تقدر اسماً يعقل، وإن كان اسم الموصول لمن لا يعقل فتقدر اسم ما لا يعقل وإن كان اسم الموصول يصلح لمن يعقل ولمن لا يعقل فإن أردت به من يعقل قدر اسماً يعقل، وإن أردت به من لا يعقل قدر اسماً لا يعقل. قوله: (بعد ذلك) أي: الجعل قوله: (فهي صحيحة) أي: قبل الجعل المذكور. قوله: (ويجوز النصب) أي: نصب زيد بأن تقول أعجب زيداً ما كره عمرو، وإثبات الجواز لأجل مقابلة نفيه السابق وإلا فنصب زيد واجب اهـ. دردير. قوله: (فإن أوقعت ما على أنواع من يعقل) في بعض النسخ فإن أوقعت ما على أنواع النساء الإضافة بيانية أي على النساء، وذلك لأن ما كما تستعمل في غير العاقل تستعمل في العاقل. قوله: (جاز) أي: الرفع كما يجوز النصب لأنه يصح أن تقول أعجبني النساء. قوله: (أو الذي) صوابه أو الذين لأنه هو الذي لا يقال إلا لمن يعقل، وأما الذي فهو مثل ما يطلق من يعقل وعلى ما لا يعقل. قوله: (جاز الوجهان) أي: رفع زيد ونصبه فتقول أعجب زيد من كره عمرو لأنك تجعل مكان من خالداً مثلاً فتقول أعجبت خالداً وتقول أعجب زيداً من كره عمرو لأنه يصح عجبني خالد فقوله جاز الوجهان عربية وإن اختلف المراد. قوله: (فروع) أي: