الرابع: أن منصوبه يجوز أن يتقدم عليه
  مجارية» مردود باتفاقهم على أن منها قوله [من المديد]:
  ٧٠٠ - مِنْ صَدِيقِ أَوْ أَخِي ثِقَةٍ ... أَوْعَدوا شاحط دارا
  الرابع: أن منصوبه يجوز أن يتقدم عليه، نحو: «زَيْدٌ عَمراً ضارب»، ولا يجوز: «زَيْدٌ وَجْهَهُ حَسَن».
  الخامس: أن معموله يكون سببيًا وأجنبيا، نحو: «زَيْدٌ ضَارِبٌ غُلَامَهُ وعَمْراً»، ولا يكون معمولها إلا سببيا تقول: «زَيْدٌ حَسَن وَجْهه» أو «الوجه» ويمتنع «زَيْد حَسَن عَمْراً».
  السادس: أنه لا يخالفُ فِعْلَه في العمل، وهي: تخالفه، فإنها تنصب مع قصور فعلها، تقول: «زَيْد حَسَن وَجْهه» ويمتنع «زَيْد حَسُنَ وَجْهَه» بالنصب، خلافاً لبعضهم؛ فأما الحديث: «أن امرأة كانت تُهَرَاقُ الدماء» فـ «الدماء» تمييز على زيادة «أل»، قال
  قوله: (شاحط) أي: بعيد وشاحط مجار ليشحط فاتفقت الصفة مع المضارع في الوزن. قوله: (سببياً) أي: اسماً متصلاً بضمير يعود على الموصوف وهو أي السببي نسبة للسبب وهو لغة الحبل وسمي الضمير سبباً مجازاً أو شبه الضمير بالحبل استعارة مصرحة بجامع الربط في كل فإذا نسيت المضاف للسبب بمعنى الضمير قلت هذا سببي أي متصل بالضمير الرابط. قوله: (وعمراً) عطف على غلامه فغلامه أجنبي فقد اجتمعا وعمرو سببي في تركيب واحد. قوله: (أو الوجه) أل بدل من الضمير والمراد معمولها بطريق الشبه باسم الفاعل فلا يرد زيد بك فرح والحال والتمييز نحو زيد حسن وجهاً أو راكباً. قوله: (خلافاً لبعضهم) أي: فإنه جوز كون القاصر الذي يكون فيه صفة مشبهة ينصب على التشبيه بالمفعول به قوله: (فأما الحديث) جواب عما يرد على قوله ويمتنع الخ، وحاصل الإيراد أن تهراق فعل مبني للمفعول والفعل إذا بني للمفعول صار قاصراً لا ينصب ما بعد نائب الفاعل أي إذا كان لا يتعدى إلا لواحد وهنا قد نصبه فهب أن الفعل القاصر الذي تصاغ منه الصفة المشبهة كالفعل الذي يبنى للمفعول بجامع أن كلا منهما لازم وحاصل الجواب أن الدماء تمييز لا مفعول أو أن الفعل غير مبني للمفعول بل هو فعل مضارع.
  قوله: (فأما الحديث) هذا وارد على قوله يمنع حسن وجهه بالنصب وحاصله أن
٧٠٠ - التخريج: البيت لعدي بن زيد في (ديوانه ص ١٠١؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٣١، ٢١٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٥٨؛ والكتاب ١/ ١٩٨؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٦٢١؛ وبلا نسبة في شرح التصريح ٢/ ٨٢).
اللغة: شاحط: بعيد.
المعنى: يمر بالمرء في سني حياته ناس كثيرون من موال ومعادٍ، كما يصادف فقراً، وغنى، واستقراراً وغربة.