حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

ما افترق فيه الحال والتمييز، وما اجتمعا فيه

صفحة 32 - الجزء 3

  أي: وهذا طليق محمولاً لك، ولا يجوز ذلك في التمييز على الصحيح، فأما استدلال ابن مالك على الجواز بقوله [من الطويل]:

  ٧٠٦ - رَدَدْتُ بِمِثْلِ السِّيدِ نَهْدِ مُقَلَّصٍ ... كَمِيشِ إِذا عِ ذا عِطْفَاهُ مَاءَ تَحَلَّبَا

  وقوله [من الطويل]:

  ٧٠٧ - إِذَا الْمَرْءُ عَيْناً قَرَّ بِالْعَيْشِ مُثْرِياً ... وَلَمْ يُعْنَ بِالإِحْسَانِ كَانَ مُذَمَّمَا

  فسهو؛ لأن عطفاه» و «المرء» مرفوعانِ بمحذوف يُفسره المذكور، والناصب للتمييز هو المحذوف، وأما قوله [من البسيط]:


  أي يدعو الداعي قوماً خاشعاً قوله: (محمولاً لك) أي: حال كونه محمولاً لك فجملة تحملين حال من الضمير في طليق. قوله: (ولا يجوز ذلك في التمييز) أي: ولو كان العامل فعلاً متصرفاً قوله: (بمثل السيد) أي: رددت العدو عن نفسي بفرس مثل السيد أي مثل الذئب، وقوله نهد صفة لفرس معناه الجسيم الضخيم وقوله مقلص أي طويل القوائم وقوله كميش أي حاد في عدوه قوله: (ماء تحلبا) أي: فالأصل نحلب ماء أي عرفاً فقدم التمييز. قوله: (عيناً قر) الأصل إذا المرء قر عيناً بالعيش وقوله مثرياً أي حال كونه مثرياً أي غنياً فقدم التمييز أعني عيناً على عامله وهو قر. قوله: (فسهو) فيه نظر لأن مذهب ابن مالك أن إذا تدخل على الأسماء موافقاً لابن جنى إذ قد قال في التسهيل قد يغني عن وقوع الفعل بعد إذا الاسم كما في الرد على ابن مالك أن يقال له إن التمييز هنا محتمل لأن يكون منصوباً بفعل محذوف يدل عليه المذكور ويحتمل نصبه بالفعل بعده فالدليل قد طرقه الاحتمال.


= اللغة والمعنى عدس: اسم صوت لزجر البغل عباد هو عباد بن زياد والي سبجستان لمعاوية. يقول مخاطباً بغلته: إن عباداً لم يعد له سلطة عليك وأنت تحملين رجلاً طليقاً بعد أن أفرج عنه.

٧٠٦ - التخريج: البيت لربيعة بن مقروم في (شرح شواهد المغني ص ٨٦٠؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٧؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٢٩؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٢٦٦).

اللغة: السيد الذئب. نهد ضخم. مقلص طويل القوائم كميش: سريع. تحلبا: سالا. عطفاه: جانباه.

المعنى: رددت الغارة وأنا على فرس ضخم كذئب، طويل القوائم سريع يتصبب عرقاً من جانبيه لشدة السرعة في عدوه.

٧٠٧ - التخريج البيت بلا نسبة في (شرح الأشموني ١/ ٢٦٦).

اللغة: قرت عينه بردت سروراً وجف دمعها. مثرياً غنياً من الثراء. مذمماً: مذموماً.

المعنى: إن الإنسان إن وهبه الله الغني والثراء، فتنعم وترفه في حياته من غير أن يشعر بغيره من الناس الفقراء والمساكين كان عمله مذموماً لا يحبه أحد.