أيضاً فِعْليَّتَيْنِ، كقوله [من الطويل]:

  ٥٣ - فَقُمْتُ لِلطَّيْفِ مُرْتَاعاً فارقَنِي ... فَقُلْت: أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عَادَنِي حُلُمُ

  وذلك على الأرجح في «هي» من أنها فاعل بمحذوف يفسر سَرَتْ. واسميتين، كقوله [من الطويل]:

  ٥٤ - لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي، وَإِنْ كُنْتُ دَارِياً، ... شُعَيْثُ ابْنُ سَهُم أَمْ شُعَيْثُ ابْنُ مِنقُرِ

  الأصل «أَشْعَيْت» بالهمز في أوَّله والتنوين في آخره، فحذفهما للضرورة،

  قوله: (أيضاً فعليتين) أي كما تكونان مع الأخرى. قوله: (فقمت للطيف) هو خيال المحبوبة المرئي في المنام والمرتاع هو الخائف وأرقني أسهرني وأهي بسكون الهاء بعد الهمزة وهو قليل لم يجئ إلا في الشعر. قوله: (سرت) أي: سارت ليلاً وعادني جاءني والحلم بضمتين رؤيا النوم والمعنى أني قمت وأنا في النوم للطيف إجلالاً في حال كوني مرتاعاً لاستعظامها وأرقني ذلك لما انتبهت فلم أجد شيئاً محققاً، ثم من فرط صبابته شك أهي في التحقيق سرت أم كان ذلك حلماً لحاصله احتمال كون القيام في اليقظة أو المنام، وأما الشك في الاجتماع هل كان في النوم أو اليقظة فثابت قوله: (وذلك على الأرجح في هي من أنها الخ) أي: فالأصل أسرت سرت، ثم انه حذف سرت الأولى فانفصل الضمير. قوله: (لا أدري) أي: بحسب تجاهلي لا أدري ولا أخبر الناس بأني أدري. قوله: (وإن كنت دارياً) أي: في نفس الأمر نسبتها لأحد الرجلين قوله: (شعيث) اسم قبيلة. قوله: (والتنوين) أي: لأن ابن الذي بعده خبر لا صفة ولا يحذف تنوين العلم إلا إذا كان ابن صفة له فتحذف ألفه وهنا وقع خبراً فألفه ثابتة. قوله (للضرورة) فيه أن كون التنوين

٥٣ - التخريج: البيت لزياد بن منقذ في (خزانة الأدب ٥/ ٢٤٤، ٢٤٥؛ والدرر ١/ ١٩٠؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤٣؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١٣٩٦، ١٤٠٢؛ وشرح شواهد الشافية. ١٩٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٣٤؛ ومعجم البلدان ١/ ٢٥٦ (أميلح)؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣٥٩، ٤/ ١٣٧؛ وبلا نسبة الأشباه والنظائر ٢/ ١٢٧؛ وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٥٦؛ والخصائص ١/ ٣٠٥، ٢/ ٣٣٠؛ والدرر ٦/ ٩٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩٨؛ وشرح المفصل ٩/ ١٣٩؛ ولسان العرب ١٥/ ٣٧٦ (هيا)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٢).

شرح المفردات: الطيف: الخيال المرتاع الخائف. أرّقني: أسهرني. عاد: زار.

المعنى: يقول: لقد نهض يطلب الطيف الذي جاءه زائراً، والخوف يستبد به، ويسأل نفسه: أهي حقيقة التي زارت أم كان ذلك حلماً؟!

٥٤ - التخريج: البيت للأسود بن يعفر في (ديوانه ص ٣٧؛ وخزانة الأدب ١١/ ١٢٢؛ وشرح التصريح ٢/ ١١٣؛ وشرح شواهد المغني ص ١٣٨؛ والكتاب ٣/ ١٧٥؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٣٨؛ ولأوس بن حجر في ديوانه ص ٤٩؛ وخزانة الأدب ١١/ ١٢٨؛ وللأسود أو للعين المنقري في الدرر ٦/ ٩٨؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٤٢١؛ ولسان العرب ٢/ ١٦٢ (شعث)؛ والمحتسب ١/ ٥٠؛ والمقتضب ٣/ ٢٩٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٢).