أقسام العطف
  اهـ وقيل: على إضمار «وَهَبْنَا»، أي: ومن وراء إسحاق وَهَبْنَا يعقوبَ، بدليل {فَبَشَّرْنَاهَا}[هود: ٧١] لأن البشارة من الله تعالى بالشيء في معنى الهبة، وقيل: هو مجرور عطفا على «إسحاق» أو منصوب عطفا على محله. ويردُّ الأول أنه لا يجوز الفصل بين العاطف والمعطوف على المجرور كـ «مررت بزيد واليوم عمرو». وقال بعضهم في قوله تعالى: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ٧}[الصافات: ٧] إنه عطف على معنى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا}[الصافات: ٦]، وهو إنا خلقنا الكواكب في السماء الدُّنْيا زينة للسماء، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا}[الملك: ٥]؛ ويحتمل أن يكون مفعولاً لأجله، أو مفعولاً مطلقاً، وعليهما فالعامل
  الأصل مصلحي عشيرة.
  قوله: (في معنى الهبة) أي: لأن وعد الكريم لا يتخلف. قوله: (عطفاً على بإسحق) أي: فهو مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة والمانع له من الصرف العلمية والعجمة. قوله: (عطفاً على بإسحق) المراد على إسحق من بإسحق ولعله أتى بالباء إشارة إلى أن المراد اسحق الأول قوله: (أو منصوب الخ) أي: فجملة الاحتمالات أربعة. قوله: (على محله) أي: محل المجرور نصب بالفعل قوله: (ويرد الأول) أي: من هذين الأخيرين وهذا رد للأول حقيقة أيضاً فإنه يلزم عليه الفصل بين العاطف والمعطوف المنصوب بالعامل المتوهم قوله: (بين) العاطف أي: الواو والمعطوف هو يعقوب. قوله: (على المجرور) أي: وأما الفصل بين العاطف والمعطوف على المنصوب فلا ضرر فيه هذا ظاهره وانظره قوله (واليوم عمرو) أي: وكذا يرد الثاني لأنه لا يظهر ذلك المحل في الفصيح إذ لا يجوز في الفصيح أن يقال فبشرناها إسحق وقد سبق إن من جملة الشروط في العطف على المحل أنه لا بد من صحة ظهور المحل في الفصيح ولعل المصنف لم يرده استغناء. برده هناك ا. هـ. تقرير دردير قوله: (عطف على معنى إلخ) أي عطف على زينة من قوله إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب بسبب ملاحظة معنى الكلام وحاصله أنه عطف على زينة على توهم أن منصوب بعامل يصلح لنصبه. قوله: (مفعولاً لأجله) أي: مستقلاً فلا ينافي أنه في الوجه الأول مفعول لأجله إلا أنه عطف على مفعول
= المغني ص ٨٧١؛ وشرح المفصل ٢/ ٥٢؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٧٤، ٢/ ١٠٥؛ والكتاب ١/ ١٦٥، ٣٠٦؛ ولسان العرب ١٢/ ٣١٤ (شأم)؛ والمؤتلف والمختلف ص ٤٩؛ وهو للفرزدق في الكتاب ٣/ ٢٩؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٥٥؛ والأشباه والنظائر ٢/ ٣٤٧، ٤/ ٣١٣؛ والخزانة ٨/ ٢٩٥، ٥٥٤؛ والخصائص ٢/ ٣٥٤؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٠٢؛ وشرح المفصل ٥/ ٦٨، ٧/ ٥٧؛ والممتع في التصريف ص ٥٠).
اللغة: المشائيم: جمع مشؤوم، وهو من يجلب السوء خلفه.
المعنى: إنهم قوم شؤم، لا يصح عندهم صحيح، ولا يجتمع شملهم.