8 - منهجه:
  أ - جعل القرآن الكريم المصدر الأول والأساسي في بناء القواعد النحوية وتصحيح الأساليب العربية، جاعلاً، أحياناً، الآيات القرآنية محور إعراب وميدان تدريب ومجال تأويل وتخريج. واللافت في كتبه النحوية عموماً، وفي كتابه «مغني اللبيب» خصوصاً كثرة الاستشهاد بآيات الكتاب الكريم حتى إنه ضمن هذا الكتاب ما يقرب من ألف وتسعمئة وثمانين آية أو جزءاً من آية؛ كما حوى كتابه «شرح شذور الذهب» أكثر من ستمئة وخمس وخمسين آية أو جزءاً منها، وتضمن كتابه «شرح قطر الندى وبل الصدى» ما يزيد على الثلاثمئة آية أو جزءاً منها.
  ويلاحظ الباحث أن اعتماد ابن هشام على القرآن الكريم لم يكن في اتجاه واحد، إذ استند على قسم من الآيات لتثبيت قاعدة متفق عليها، واتَّخذ آياتٍ أخر أدلّة على قاعدة معيَّنة، وأوضح في قسم ثالث من الآيات ما دار حولها من نقاش وجدل.
  ب - الاستناد على بعض القراءات لبناء بعض القواعد النحوية، وتخريج قراءات أخرى على وجوه ترتضيها اللغة.
  ج - الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف فكان ابن هشام، بهذا الأمر، مخالفاً بعض النحويين الذين لم يُجيزوا الاستشهاد بالحديث بحجة أنه قد يروى بمعناه لا بلفظه، وقد استشهد في كتابه «مغني اللبيب» باثنين وستين حديثاً سبعاً وسبعين مرة، وفي كتابه «شرح شذور الذهب» سبعاً وعشرين مرة، وفي «شرح قطر الندى وبل الصدى» سبعة عشر حديثاً.
  د - الإكثار من الاستشهاد بالشواهد الشعرية، ففي كتابه «أوضح المسالك» خمسمئة وثلاثة وثمانون شاهداً شعرياً، وفي «شرح شذور الذهب» مئتان وتسعة وثلاثون، وفي «شرح قطر الندى» مئة وخمسون. وفي كتابه «مغني اللبيب» تسعمئة وخمسون، وشواهده الشعرية من لغة عصر الاحتجاج، ولكنه في أحيان قليلة يذكر بعض الأبيات الشعرية لمن لا يُحتج بشعره، وذلك على سبيل التمثيل بها، أو ليبين لحن أصحابها.
  هـ - الاستشهاد بالأمثال والأقوال العربية، ولكن بنسبة تقل كثيراً عن استشهاده بالآيات القرآنية والشواهد الشعرية، فقد استشهد في «شرح شذور الذهب» بستة منها سبع مرات، وفي «شرح قطر الندى وبل الصدى» بثلاثة، وفي «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» باثنين وعشرين، تسعاً وعشرين مرة.
  و - عدم الالتزام بمدرسة نحوية معيَّنة، فابن هشام، رغم جنوحه للمذهب