حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

9 - أسلوبه:

صفحة 13 - الجزء 1

  البصري عموماً، كان يأخذ برأي الكوفيين أو غيرهم إذا رأى أنَّ أدلتهم أقوى من أدلة البصريين.

  ز - عَرْض آراء العلماء في المسألة النحوية الواحدة، ثم الإدلاء بدلوه فيها من دون تعسُّف أو تعصّب متّبعاً مبدأ «لا عصمة لباحث».

  حـ - اتخاذ المنهج التعليمي في عَرْض الموضوعات وتبويبها وتفصيلها، فابن هشام يتوجّه بكتبه إلى دارسي العربية بشكل عام، ومتعلمي النحو بشكل خاص. يقول في نهاية مقدمته لكتابه «شرح شذور الذهب»: «وكلما أنهيتُ مسألة ختمتها بآية تتعلق بها من آي التنزيل، وأتبعتها بما تحتاج إليه من إعراب وتفسير وتأويل، وقصْدي بذلك تدريب الطالب وتعريفه السلوك إلى أمثال هذه المطالب».

٩ - أسلوبه:

  اعتمد ابن هشام أسلوباً سهل الألفاظ والعبارات، واضح التراكيب، متسلسل الأفكار مع بعض الاستطرادات أحياناً، كلّ ذلك مع تقسيم واضح لأبواب النحو التزمه في الكتاب الذي بين أيدينا وفي غيره، يبدأ بالحديث عن الكلمة وأقسامها، فالمعرب والمبني، فالمرفوعات، فالمنصوبات، فالمجرورات، فبعض أبواب النحو المختلفة، وهذا التقسيم والتبويب هو السائد اليوم في معظم الكتب النحوية.

  واعتماد ابن هشام الأسلوب السهل المبسط دفع بعض الباحثين إلى اتهامه بأنه «كان يترخص غير قليل في الاستخدام اللغوي والتعبير. فإن كان ذلك تمشياً مع البدو وغيرهم ممن خالطهم وأخذ عنهم اللغة، سهل أن نستنتج أن أكثر هؤلاء كان من العامة الذين لا يُعنون بتطوير مستوى لغتهم، ولا يحترزون في ألفاظهم التعبيرية، وأن أمثالهم هم الذين فتحوا الباب أمام انحرافات اللغة الفصحى إلى لهجاتها العامية العديدة».

  وقال باحث آخر: «إنه كان يستعمل ألفاظاً وعبارات وتراكيب ضعيفة مما تسمح به اللغة، وكان الأحرى به أن يتجاوزها إلى ما هو أقوى منها، أو أن يأخذ بالرأي الراجح لا المرجوح، ما دام عالماً من علماء اللغة».

  وإذا تتبعنا ما أُخذ عليه في الأسلوب نجد يعود إلى الأمور التالية:

  أ - استخدامه اللام الجارّة بين العامل ومفعوله، كما في قوله في مقدمة كتابه «شرح شذور الذهب»: «والرافعين لقواعد الدين» وقوله في تعريف النعت: «التابع المشتق أو المؤوّل به المباين للفظ متبوعه».