حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة - سمع حذف «أم» المتصلة ومعطوفها

صفحة 120 - الجزء 1

  والثاني بـ «أم»، ويجاب عندنا بقولك: أحدهما، وعند الكَيْسانية بابن الحَنَفِيَّة، ولا يجوز أن تُجيب بقولك: الحسَن أو بقولك الحُسين، لأنه لم يسأل عن الأفضل من الحسن وابن الحنفية، ولا من الحسين وابن الحنَفِيَّة، وإنما جعل واحداً منهما لا بِعَيْنِهِ قريناً لابن الحنفية، فكأنه قال: «أَأَحَدهما أفضل أم ابن الحنفية؟».

  ***

  مسألة - سُمِعَ حذف «أم» المتصلة ومعطوفها، كقول الهذلي [من الطويل]:

  دعاني إِلَيْهَا الْقَلْبُ، إِنِّي لأمْرِهِ ... سَمِيعٌ، فَمَا أَدْري أَرْشَد طلابها

  تقديره: أم غي، كذا قالوا: وفيه بحث كما مرّ، وأجاز بعضهم حذف معطوفها بدونها، فقال في قوله تعالى: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٥١ أَمْ}⁣[الزخرف: ٥١ - ٥٢]: إنَّ الوقف هنا، وإن التقدير أم تبصرون، ثم يُبتدأ {أَنَا خَيْرٌ}⁣[الزخرف: ٥٢]، وهذا باطل، إذ لم يُسْمَع حذف معطوفها بدون عاطفه، وإنما المعطوفُ جملة {أَنَا خَيْرٌ}، ووجه المعادلة بينها وبين الجملة قبلها أن الأصل: أم تبصرون، ثم أقيمت الاسميةُ مُقَامَ


  أي: ابن الحنفية بأم؛ لأنه جعل معاد لا لأحدهما قوله: (ويجاب عندنا) أي: أهل السنة بقولك أحدهما أي: فقط. قوله: (الكيانية) بفتح الكاف طائفة وهم من الرافضة ينسبون إلى المختارين أبي عبيدة ولقبه كيسان كان أمير بالكوفة من طرف ابن الزبير. قوله: (ولا يجوز أن تجيب الخ) أي: فلو أجاب بالتعيين لكان إخبار بغير الواقع إذ التعيين يقتضي اختصاص المعين بالأفضلية، وليس كذلك اهـ دماميني قوله: (ولا يجوز أن تجيب الخ) ربما نافي قوله سابقاً، فإن أجبت صح لأنه جواب وزيادة والجواب أن ما سبق حيث لو حظا الأحد لا بقيد إبهامه ليتضمن المعنى، وأما هنا فالذي جعل عديلاً الأحد بقيد إبهامه وشيوعه بلا يتضمنه التعيين حيث يكون جواباً وزيادة. قوله: (لأنه لم يسأل عن الأفضل الخ) لا محذور في الجمع بين اللام ومن إذا لم تكن من تبعيضية وهي غير تبعيضية وهي ومجرورها في محل على الحال. قوله: (إليها) أي لوصلها قوله: (أرشد طلابها) أي: طلب القلب أوصلها قوله: (وفيه بحث) وهو أنه يجوز أن يجعل الهمزة لطلب التصديق كهل فلا يقدر المعادل حينئذ يرد بل يمنع. قوله: (حذف معطوفها) أي: المتصلة. قوله: (لم يسمع حذف معطوف الخ) هذه النسخة يرد عليها نحو.

  وزججْن الحواجبَ والعيونا ... وعلفتُها تبناً وماءَ باردِ

  بناء على أن المعطوف محذوف أي وسقيتها ماء وكحلن العيونا، والجواب أن المراد حذف المعطوف ومتعلقاته أما أن لم يحذف متعلقه كما هنا فسمع أو أن المصنف يختار في مثل هذا التضمين وأما على نسخة إذ لم يسمع حذف معطوفها فالأمر واضح اهـ تقرير دردير قوله: (حذف معطوف) يعني: بغير واو.