وهي أحد عشر
  ٧٥٢ - يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ كَانَ يَطْلُبُكُمْ ... [لاقى مُبَاعَدَةٌ مِنْكُمْ وَحِرْمَانَا]
  ولا تدخل «رُبَّ» على المعارف؛ وفي التحفة أن ابن مالك رَدَّ على ابن الحاجب في قوله: «ولا تفيد إلا تخفيفاً»، فقال: بل تفيد أيضاً التَّخصيص، فإن «ضَارِبَ زَيْدِ» أخص من «ضارب»، وهذا سَهْو؛ فإن «ضاربَ زَيْدِ» أصله «ضارب زيداً» بالنصب، وليس أصله ضارباً فقط؛ فالتخصيص حاصل بالمعمول قبل أن تأتي الإضافة.
  فإن لم يكن الوصفُ بمعنى الحال والاستقبال، فإضافته محضة تفيد التعريف والتخصيص؛ لأنها ليست في تقدير الانفصال.
  وعلى هذا صَحْ وَصْفُ اسم الله تعالى بـ «مالك يوم الدين». قال الزمخشري: أريد باسم الفاعل هنا: إما الماضي، كقولك: «هو مالك عبيده أمس»، أي: مالك الأمور يوم الدين، على حد {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}[الأعراف: ٤٤]، ولهذا قرأ أبو حنيفة {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤}[الفاتحة: ٤]، وإما الزمان المستمرّ كقولك: «هو مالك العبيد»، فإنه بمنزلة
  دخول رب عليه إذ لا تدخل على المعارف قوله (ولا تفيد) أي: إضافة الوصف بمعنى الحال والاستقبال المعموله قوله: (أخص من ضارب) أي: من مطلق ضارب. قوله: (قبل أن تأتي الإضافة) وحينئذ فلم تفد الإضافة لا مجرد التخفيف كما قال ابن الحاجب. قوله: (فإن لم يكن الوصف بمعنى الحال والاستقبال) أي: بل كان بمعنى المضي. قوله: (فإضافته محضة) أي: خالصة من نية الانفصال. قوله: (تفيد التعريف) أي: إن كانت الإضافة لمعرفة وقوله التخصيص أي إن كانت الإضافة لنكرة. قوله: (ولهذا) أي: لأجل كون مالك بمعنى المضي قوله: (ولهذا الخ) أي: فنزل الملك الاستقبالي إلى منزلة الملك في الماضي لتحقق الوقوع واستعمل اللفظ الدال على المضي فيه فاللفظ مستعمل في ملك ماض لكن تنزيلاً، وكذا يقال في نادي أصحاب الجنة. قوله: (وأما الزمان المستمر) أي: المتناول للماضي والحال والاستقبال فباعتبار تناوله للماضي كانت الإضافة حقيقية مفيدة للتعريف فلذا جعل وصفاً لاسم الله. قوله: (مالك العبيد) أي: مالك لهم
٧٥٢ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ١٦٣؛ والدرر ٥/ ٩؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٤٥٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٤٠؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧١٢، ٨٨٠؛ والكتاب ١/ ٤٢٧؛ ولسان العرب ٧/ ١٧٤ (عرض)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٦٤؛ والمقتضب ٤/ ١٥٠؛ وهمع الهوامع ٣/ ٤٧؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٠٥؛ والمقتضب ٣/ ٢٢٧، ٤/ ٢٨٩).
شرح المفردات الغابط: هو من يتمنّى مثل ما عند غيره لنفسه، وقيل: المسرور.
المعنى: يقول: إنّ من يغبطنا لا يعلم ما في محبتنا لكم وتعلقنا بكم من العذاب واللوعة، ولو طلبكم للاقى ما لقيناه من عذاب وحرمان.