حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الرابع: إزالة القبح أو التجوز

صفحة 142 - الجزء 3

  قولك مولى العبيد، اهـ. ملخصاً.

  وهو حسن، إلا أنه نَقَضَ هذا المعنى الثاني عند ما تكلّم على قوله تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}⁣[الأنعام: ٩٦]، فقال: قرئ بجر الشمس والقمر عطفاً على الليل، وبنصبهما بإضمار جَعَل أو عطفاً على محل الليل، لأن اسم الفاعل هنا ليس في معنى المضي فتكون إضافته حقيقية، بل هو دال على جغل مستمر في الأزمنة المختلفة؛ ومثله {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}⁣[الأنعام: ٩٥] و {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}⁣[الأنعام: ٩٦] كما تقول «زيد قادر عالم» ولا تقصد زماناً دون زمان، اهـ.

  وحاصله أن إضافة الوصف إنّما تكون حقيقة إذا كان بمعنى الماضي، وأنه إذا كان لإفادة حَدَثٍ مستمر في الأزمنة كانت إضافته غير حقيقية، وكان عاملاً، وليس الأمر كذلك.

  الرابع: إزالة القُبح أو التجوز، كـ «مَرَرْت بالرَّجل الحسَنِ الوَجْهِ» فإن الوجه إن رُفِعَ قَبْح الكلامُ، لخلو الصفة لفظاً عن ضمير الموصوف وإن نصب حصل التجوز بإجرائك الوصف القاصرَ مُجْرَى المتعدِّي.

  الخامس: تذكير المؤنث كقوله [من البسيط]:


  على سبيل الاستمرار في الحال والاستقبال والمضي قوله: (فتكون) أي: حتى تكون وهو تفريع على المنفي، وقوله ليس في معنى المضي أي فقط وقوله في الأزمنة المختلفة أي المتناولة للماضي والحال والاستقبال أي فباعتبار تناوله للحال والاستقبال كانت الإضافة غير حقيقية فحاصله أنه قد جعل هنا الوصف المراد منه الحدث المستمر في الأزمنة إضافته غير حقيقية وفي الكلام على قوله مالك يوم الدين وجعل إضافته حقيقية وقد يجاب بأن الاستمرار حاصل في الماضي وغيره فيسوغ حمله على كل منهما فهنا لاحظ اعتبار الاستمرار في مالك الاستقبال وفي يوم الدين اعتبر الاستمرار في الماضي.

  قوله: (وليس الأمر كذلك) أي: بل تكون إضافته حقيقية ولا يكون عاملاً مثل ما لو كان بمعنى الماضي كما ذكره في مالك يوم الدين قوله: (كمررت بالرجل الحسن الوجه) أي: فالحسن يكتسب بسبب الإضافة زوال القبح والتجوز ارتكاب خلاف الأصل. قوله: (بخلو الصفة لفظاً) أي: وإن كان في المعنى لا بد من تقديره ويكون الوجه المرفوع بدلاً من الضمير أو عطف بيان قوله: (بإجرائك الوصف القاصر) أي: لأن الصفة المشبهة قاصرة لصوغها من اللازم فإذا نصب الوجه كان منصوباً على التشبيه بالمفعول به لا أنه مفعول به. قوله: (بإجرائك الوصف) أي: وهو خلاف الأصل. قوله: (تذكير المؤنث) أي: المضاف المؤنث يكتسب التذكير من المضاف إليه المذكر بسبب الإضافة. قوله: