حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أم) - على أربعة أوجه:

صفحة 128 - الجزء 1

  لمثل هَذَا وَلَدَتْنِي أُمّي

  فقال ثعلب: أَلِمِثْلي تقولُ هذا؟ إنما أصير إليك لهذه المُقَطَّعات والخُرافات، يروى البيتُ بالرَّفع على الاستئناف، وبالخفض على الإتباع، وبالنصب على الحال.

  ولا تدخل «أم» المنقطعة على مفرد، ولهذا قدروا المبتدأ في «إنّها لإبل أمْ شَاءُ»، وخَرَق ابنُ مالك في بعض كتبه إجماع النحويين، فقال: لا حاجة إلى تقدير مبتدأ، وزعم أنها تعطف المفردات كـ «بل»، وقدَّرها هنا بـ «بل» دون الهمزة، واستدل بقول بعضهم: «إن هناك لإبلاً أم شاءً» بالنصب، فإن صحت روايته فالأولى أن يقدر لـ


  بكسر القاف مضارع نقم بفتحها والعوان من الحروب التي قوتل فيها مرة بعد مرة الذي قوتل فيها مرة يقال لها: بكر تشبيهاً لها بالبقرة العوان وهي التي نتجت بعد بطنها البكر وبزل سنه طلع والبعير البازل الذي طلع نابه وذلك في التاسعة وربما بزل في الثامنة وهو إذ ذاك في غاية قوته والمعنى في البيت على التشبيه أي وأنا كبازل عامين، أي: مضى لي عامان من البزل.

  قوله: (ألمثلي تقول هذا) أي: بل أنا شيخ عظيم، ولا يقال له هذه الأسئلة الضعيفة إلا المبتدئين الصغار. قوله: (إنما أصير إليك) أي: آتي إليك لهذه المقطعات لأنقلها عنك لكونك تحفظها عن القرب ولم آت إليك لآخذ عنك علماً. حتى أنك تتهاون بي وتسألني الأسئلة الضعيفة. قوله: (المقطعات): المقطوعات من القصائد يعني: جمع مقطعة وهي ما نقص عن عشرة أبيات والخرافات جمع خرافة وهي الأباطيل والأكاذيب. قوله: وهي (والخرافات) بتخفيف الراء وتشديدها مأخوذ من خرافة اسم رجل من أخذته الجن فحدث بما عندهم فكانوا يكذبونه ويقولون حديث خرافة، ثم أطلقوا الخرافة على الموضوع من الحديث. قوله: (بالنصب على الحال) أي: من ضمير منى قوله: (وبالخفض على أبأنا بازل عامين) والجملة استئنافية. قوله: (وبالنصب على الحال) أي: من ضمير منى. قوله: (وبالخفض على الاتباع) أي: من الضمير في منى وهو مبني على مذهب الأخفش القائل بجواز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر. قوله: (ولهذا قدروا المبتدأ في أنها لا بل أم شاء) أي: فقالوا التقدير، بل أهي شاء وإنما كان كذلك لأنها لا تكون منقطعة إلا إذا كانت بمعنى بل، والهمزة ومن ضرورة ذلك أن يكون الواقع بعد الهمزة جملة لا مفرداً كما تقدم في أوائل الكتاب. قوله: (دون الهمزة) إنما لم يقدرها بالهمز وبل لأنه لو قدر الهمز يلزم تقدر عامل؛ لأن همزة الاستفهام لا تدخل إلا على جملة إذ الاستفهام عن الأحكام لا المفردات قوله: (بقول بعضهم) أي: العرب. قوله: (روايته) أي: رواية ابن مالك التي ذكرها بالنصب. قوله: (فالأولى أن يقدر) أي: فالأولى لك أن تقدر ناصباً لشاء ولا تتبع


= المعنى: فيم تكرهني الحرب الشديدة، وأنا خلقت لمثلها، أخوض غمراتها بفورة الشاب الحديث السن، وبقوة بعير فتي لم يتجاوز العاشرة من عمره.