الجهة الأولى:
  وكإعراب هذا المعرب «كلالة» تمييزاً قولُ بعضهم في هذا البيت [من الرجز]:
  ٧٧٧ - يَبْسُطُ للأَضْيَافِ وَجْهاً رَحْبَا ... بَسْطَ ذِرَاعَيْهِ لِعَظْمٍ كَلَبا
  إن الأصل: كما بَسَطَ كَلْبٌ ذراعيه، ثم جيء بالمصدر وأُسند للمفعول فرفع، ثم أضيف إليه، ثم جيء بالفاعل تمييزاً.
  والصواب في الآية أن {كَلَالَةً} بتقدير مُضاف أي: ذا كلالة، وهو إما حال من ضمير {يُورَثُ} فـ «كان» ناقصة، و «يُورَثُ» خَبر، أو تامّة فـ «يورث» صفة؛ وإما خبر فـ «يورث» صفة؛ ومن فَسَّر «الكلالة» بالميت الذي لم يترك ولداً ولا والداً فهي أيضاً حال أو خبر، ولكن لا يحتاج إلى تقدير مضاف؛ ومن فَسَّرها بالقَرَابة فهي مفعول لأجله.
  أما البيت فتخريجه على القلب، وأصله: كَمَا بَسَطَ ذِرَاعَه كَلْباً، ثم جيءَ
  أي: لأنه فاعل لفعل محذوف قوله: (كما بسط كلب ذراعيه) أي: فذراعيه واقع مفعولاً وحيث كان كذلك فقد أضاف الشاعر المصدر لمفعوله فما وجه نصب كلباً مع أنه فاعل وهو مرفوع، وحاصل الجواب الذي ذكره المصنف أن بسط مصدر المبني للمفعول، وحينئذ فيكون ذراعيه في محل رفع نائب فاعل فهو مصدر مضاف لنائب الفاعل وكلباً ذكر على أنه تمييز بعد أن كان محذوفاً لغرض قوله: (ثم أضيف إليه) أي: ثم أضيف المصدر إلى المفعول النائب عن الفاعل وقوله فرفع أي لنيابته عن الفاعل.
  قوله: (وأما خبر) أي: لكان وهو عطف على قوله أما حال. قوله: (فيورث صفة) أي: لرجل الذي هو اسمها قوله: (ومن فسر الكلالة) أي: إن ما ذكر كله سابقاً مبني على التفسير السابق في الكلالة وهم الورثة الذين لا أصل ولا فرع معهم. قوله: (حال) أي: على الوجهين السابقين من كون كان تامة أو ناقصة وقوله أو خبر بناءً على أنها ناقصة. قوله: (ولكن لا يحتاج الخ) أي: لأن المعنى وإن كان رجل يورث كلالة أو حال كونه كلالة. قوله: (بالقرابة) أي: القرابة المخصوصة وهي التي لا أصل ولا فرع معها وهو المعنى السابق لكن هذا مبني على أن الكلالة اسم للمعنى وما سبق مبني على أنها اسم للرجال فالمعنى على هذا وإن كان رجل يورث من أجل القرابة المخصوص. قوله: (على القلب الخ) أي: فهو على جد خرق الثوب المسمار وكسر الزجاج الحجر فذراعاه مفعول مرفوع وكلباً فاعل منصوب لأمن اللبس لكن قول المصنف وانتصب كلباً الخ
٧٧٧ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٨٩٠).
اللغة: الرحب الواسع. بسط وجهه: هلل للأضياف.
المعنى: يبسط هذا الإنسان وجهه للأضياف بسطاً واسعاً، كما يبسط الكلب ذراعيه عند أكل العظم. والبيت فيه ذم واضح.