الجهة الأولى:
  الدين، وإنما هو حال، أي: مستقرا في الذمة إلى أجله.
  ونظيره قوله تعالى: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ}[البقرة: ٢٥٩] فإن المتبادر انتصاب «مائة» بـ «أماته»، وذلك ممتنع مع بقائه على معناه الوضعي، لأن الإماتة سَلْب الحياة وهي لا تمتد، والصوابُ أن يُضَمَّنَ «أماتهُ» معنى «ألبثه»، فكأنه قيل: فألبثه الله بالموت مائة عام، وحينئذ يتعلّق به الظرفُ بما فيه من المعنى العارض بالتضمين، أي: معنى اللبث لا معنى الإلباث، لأنه كالإماتة في عدم الامتداد؛ فلو صح ذلك لَعَلَّقناه بما فيه من معناه الوضعي، ويصير. هذا التعلق بمنزلته في قوله تعالى: {قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ}[البقرة: ٢٥٩].
  وفائدة التضمين: أن يُدَلَّ بكلمةٍ واحدة على معنى كلمتَيْنِ، يدلك على ذلك أسماء الشرط والاستفهام.
  المعنى عليه أن تكتبوه كتابة مستمرة إلى أجله وهذا لا يصح إذ الكتابة تقع في زمن يسير ولا تمتد للأجل الذي هو وقت حلول الدين قوله: (وإنما هو حال) أي: متعلق باستقرار حال. قوله: (لا تمتد) أي: بل تحصل في لحظة فمراده بسلب الحياة نزع الروح. قوله: (يتعلق به) أي: بأمانه وقوله بما فيه أي بسبب ما فيه وقوله من المعنى العارض وهو اللبث فقول الشارح أي معنى اللبث الإضافة بيانية بيان للمعنى العارض، وقوله لا معنى الإلباث أي لا معنى هو الإلباث الذي هو معنى الموت الذي هو وصف وجودي أو عدم الحياة عما من شأنه أن يكون حياً، وعلى كل فهو مستمر وحينئذ فالمراد بعدم الحياة استمرار عدم الحياة والمعنى حينئذ فأماته الله أي جعل الوصف قائماً به أو جعل استمرار عدم الحياة قائماً به مائة عام اهـ تقرير دردير قوله: (لا معنى الالباث) أي: لا بسبب ما فيه من معنى الإلباث. قوله: (فلو صح ذلك) أي: فلو صح تعلقه بأماته باعتبار ما فيه من معنى الفعل المضمن وهو الإلباث. قوله: (بما فيه من معناه) أي: لعلقناه بأماته بسبب ما فيه من المعنى الوضعي وهو الإماتة ولا يحتاج للتضمين قوله: (ويصير) أي: وحينئذ يصير هذا التعليق وهو تعليقه بأماته بسبب ما فيه من المعنى العارض. قوله: (على معنى كلمتين) ظاهره الجمع بين الحقيقة والمجاز. قوله: (على معنى كلمتين) كأماته فإنه مضمن معنى الإلباث وبدل على سلب الحياة.
  قوله: (يديك على ذلك) أن على كون الكلمة بعد التضمين تدل على كلمتين. قوله: (أسماء الشرط) أي: فمن معناها العاقل وتدل. ذلك على معنى ان ومتى تدل على التعليق الذي هو معنى الحرف وعلى الزمان وهو معنى الاسم، وقوله والاستفهام ككيف أنها تدل على معنى الحرف وهو طلب الفهم وعلى معنى الاسم وهو الحالة لأن الكيف حالة وأعلم أنه وقع خلاف في التضمين فقيل انه من استعمال الكلمة في حقيقتها ومجازها