· (أم) - على أربعة أوجه:
  شرط الهمزة المعادلة لـ «أَمْ» أن يليها أحد الأمرين المطلوب تعيين أحدهما، ويلي «أم» المعادل الآخر، ليفهم السامع من أول الأمر الشيء المطلوب تعيينه. تقول إذا استفهمت عن تعيين المبتدأ: «أَزَيْدٌ قائم أمْ عَمْرُو»، وإن شئت: «أَزَيدٌ أَم عَمْرُو قائم»، إذا استفهمتَ فالمعنى أنه أخبر عن ليلته بأنها ليلة واحدة، ثم نظر إلى طولها فشك، فجزم بأنها ست في ليلة فأضرب، أو شك هل هي ست في ليلة أم لا فأضربَ واستفهم، وعلى هذا فلا همزة مقدّرة، ويكون تقديم «أحاد» ليس على الوجوب؛ إذ الكلام خبر، وأظهر الوجهين الاتصال، لسلامته من الاحتياج إلى تقدير مبتدأ يكون «سداس» خبراً عنه في وجه الانقطاع، كما لزم عند الجمهور في «إنها لإبل أم شاء»، ومن الاعتراض بجملة «أم هي سداس» بين الخبر وهو «أحاد» والمبتدأ وهو «لييلتنا»؛ ومن الإخبار عن الليلة الواحدة بأنها ليلة، فإن ذلك معلوم لا فائدة فيه، ولك أن تعارض الأول بأنه يلزم في الاتصال حذف همزة الاستفهام وهو قليل، بخلاف حذف المبتدأ.
  النحاة فهو أولى فقط اهـ. دماميني. لكن يمكن أن يكون أراد الأولى صناعة فيكون واجباً بلاغة فلا تنافي قوله: (إذ شرط الخ) علة للمعلل مع علته. قوله: (أنه أخبر الخ) أي: بحسب جزمه أولاً أنها ليلة واحدة. قوله: (فجزم) أي: بعد الشك. قوله: (فأضرب) أي: إضراباً مجرداً فهي حينئذ للإضراب المجرد عن الهمزة إذ الفرص انه جازم لا شاك فلا تجعلها بمعنى الإضراب والهمزة.
  قوله: (أو شك) معطوف على قوله فشك فجزم أي أو استمر على شكه. قوله: (وعلى هذا) أي: الانقطاع بوجهيه قوله: (فلا همزة مقدرة) أي: قبل أحاد لأن الكلام على الخبر المحض. قوله: (ويكون تقديم أحاد) أي: على المبتدأ وهو لييلتنا وإنما لم يجعل أحاد مبتدأ لأن القصد الإخبار عن الليلة بأنها أحاد لا العكس. قوله: (إذ الكلام خبر) أي: لا استفهام فلا يقال بعد الاستفهام؛ لأن أحاد هو المستفهم عنه. قوله: (في وجه الانقطاع) أي: لأنه في الانقطاع المعنى بل هي سداس. قوله: (عند الجمهور) أي: وخالفهم ابن مالك كما تقدم ولكن في كلام المصنف شيء، وهو أن قوله فيما سبق خرق الإجماع يفيد أنه لا يعتبر بكلامه وهنا يفيد أنه يعتبر والتحقيق أن خرق الإجماع في غير الأحكام الشرعية لا يضر فحينئذٍ يكون كلامه لا اعتراض عليه فيه. قوله: (لا فائدة فيه) إنه إنما أخبر عن ليلة بأنها واحدة الإخبار صحيح باعتبار أنها ليلة لم يزد فيها. قوله: (ولك أن تعارض الأول) أي: وهو الترجيح بالسلامة من الاحتياج إلى تقدير المبتدأ في وجه الانقطاع. قوله: (ولك أن تعارض الأول) أي: فليس وارداً إلا للاثنين بعده. قوله: (بخلاف حذف المبتدأ) أي: فكثيراً.