حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجهة الرابعة

صفحة 220 - الجزء 3

  أو على مفعول محذوف معمول لـ يكتبون أو لـ «يعلمون»، أي: يكتبون ذلك، أو يعلمون الحق، أو أنه مصدر لـ «قال» محذوفاً، أو نصب على إسقاطِ حرفِ القسم، واختاره الزمخشري.

  وأما {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ}⁣[فصلت: ٤١] فقيل: «الذين» بدل من «الذين» في {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ}⁣[فصلت: ٤٠]، والخبر {لَا يَخْفَوْنَ}⁣[فصلت: ٤٠]، واختاره الزمخشري؛ وقيل: مبتدأ خبره مذكور، ولكن حذف رابطه، ثم اختلف في تعيينه؛ فقيل: هو {مَا يُقَالُ لَكَ}⁣[فصلت: ٤٣] أي في شأنهم؛ وقيل: هو {لَمَّا جَاءَهُمْ}⁣[فصلت: ٤١] أي: كفروا به؛ وقيل: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ}⁣[فصلت: ٤٢] أي: لا يأتيه منهم، وهو بعيد؛ لأن الظاهر أن {لَا يَأْتِيهِ} من جملة خبر إنه.

  وأما {ص وَالْقُرْآنِ}⁣[ص: ١] الآية؛ فقيل: الجواب محذوف، أي إنه لَمُعْجِز، بدليل الثناء عليه بقوله {ذِي الذِّكْرِ ١}⁣[ص: ١]، أو {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٣}⁣[يس: ٣]، بدليل {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}⁣[ص: ٤]، أو ما الأمر كما زعموا، بدليل


  كون الواو للاستئناف وحرف القسم محذوفاً هذا قريب. قوله: (أو ليعلمون) أي: من قوله ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الخ.

  قوله: (أو أنه مصدر لقال محذوفاً) أي: فالمعنى قال قيله يا رب على حد ضرب ضرباً زيداً ثم حذف الفعل لقيام المصدر مقامه. قوله: (على إسقاط حرف القسم) أعني الباء والواو الموجودة للاستئناف والمعنى أقسم بقيله يا رب قوله: (بدل من الذين) أي: مع إعادة العامل فكأنه قال إن الذين يلحدون وهم الذين كفروا الخ لا يخفون علينا ولا ضرر في الأجناس عن الاسم قبل إتباعه بالبدل قوله: (في تعيينه) أي: تعيين ذلك الخبر المذكور. قوله: (أي في شأنهم) هذا تقدير لرابط وتقول فيما بعده كذلك. قوله: (أي كفروا به) إشارة لجوال لما فالخبر على هذا القول الجملة الشرطية أي أن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا به وفيه أن هذا الإخبار لا فائدة فيه لأن التقدير حينئذ أن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا به والخبر يجب يفيد ما لا يفيده المبتدأ وقد تخلف هنا فلا يستقيم الإخبار كما في قولك إن الذي قام قائم وقد يقال تقييد الكفر بحين المجيء وقع في الخبر والمخبر عنه لم يشتمل على ذلك فاستفيد ما لم يكن فاستقام الإخبار وأفاد ذمهم وعنادهم وأنهم كفروا بمجرد المجيء من غير سبب يوجب الكفران. قوله: (من جملة خبر إنه أي من جملة خبر إنه لكتاب عزيز أي إنها من جملة الخبر في المعنى لأنها علة له أي إنما كان الكتاب عزيزاً أي منيعاً لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أي ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده.

  قوله: (ذي الذكر) أي: ذي البيان أو الشرف. قوله: (أو ما الأمر كما زعموا) أي: