· (أم) - على أربعة أوجه:
  ومما قد يستشكل فيه أنه جمع بين متنافيين استطالة الليلة وتصغيرها، وبعضهم يثبت مجيء التصغير للتعظيم كقوله [من الطويل]:
  ٦٢ - [وكُلُّ أُناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُمْ] ... دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرُ مِنْهَا الأَنامِلُ
  الثالث: أن تقع زائدة. ذكره أبو زيد، وقال في قوله تعالى: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٥١ أَمْ أَنَا خَيْرٌ}[الزخرف: ٥١ - ٥٢]: إن التقدير: أَفَلاَ تُبْصِرون أنا خير، والزيادة ظاهرة في قول ساعدة بن جُؤَيَّة [من البسيط]:
  ٦٣ - يا لَيْتَ شِعْرِي، وَلَا مَنْجَى مِنَ الْهَرَمِ، ... أَمْ هَلْ عَلَى الْعَيْشِ بَعْدَ الشَّيْبِ مِنْ نَدَمِ
  يا لك من ذي جمل ما أشقاه
  قوله: (وكل ليلاه) أي: بالوقف وأصله ليلاة فأبدلت التاء هاء ساكتة في الوقف وقيل إن ما في البيت مجرد إشباع قوله: (يستشكل فيه) أي في بيت المتنبي. قوله: (للتعظيم) وجهه أن الشيء قد يعظم في نفوسهم حتى ينتهي إلى غاية، فإذا انتهى إليها عكسوه لضده لعدم الزيادة في تلك الغاية. قوله: (كقوله) أي: لبيد. قوله: (دويهية) شطر بيت والشطر الأول:
  وكل أُناس سوف تحدث بينهم
  دويهية الخ والمراد بالدويهية الموت وتصغيرها لإرادة التعظيم. قوله: (الثالث) أي من أوجه أم. قوله: (أن تقع زائدة) أي: لا تفيد شيئاً بل دخولها وخروجها على حد سواء. قوله: (أم أنا خير) الظاهر إن هذه الجملة الإسمية على هذا القول مستأنفة على تقدير سؤال كأنه لما قال أفلا تبصرون قدر إنهم قالوا ما نبصر فقال أنا خير اهـ. دماميني. قوله: (والزيادة ظاهرة) أي: بخلافها في الآية فإنه تقدم إنه يحتمل إنها متصلة ومنقطعة. قوله: (ابن جؤية) اسم أبيه وهو تصغير جؤرة كجرعة مهموز الحمرة تميل إلى سواد. قوله: (يا ليت شعري) من الشعور أي علمي قوله: (أم هل على العيش) في محل نصب
٦٢ - التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في (ديوانه ص ٢٥٦؛ وجمهرة اللغة ص ٢٣٢؛ وخزانة الأدب ٦/ ١٥٩، ١٦٠، ١٦١؛ والدرر ٦/ ٢٨٣؛ وسمط اللآلي ص ١٩٩؛ وشرح شواهد الشافية ٨٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٥٠؛ ولسان العرب ٣/ ١٤ (خوخ)؛ والمعاني الكبير ص ٨٥٩، ١٢٠٦؛ والمقاصد النحوية، ١/ ٨، ٤/ ٥٣٥؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١/ ٩٤، ٦/ ١٥٥؛ وديوان المعاني ١/ ١٨٨؛ وشرح الأشموني ٣/ ٧٠٦؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١/ ١٩١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٠٢، ٢/ ٥٣٧؛ وشرح المفصل ٥/ ١١٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٨٥).
اللغة: دويهية: تصغير داهية وهي المصيبة. الأنامل: جمع أنملة وهي عقدة الإصبع أو التي فيها الظفر، وأراد الأظافر هنا فهي التي تصفر عند الموت.
المعنى: سوف يأتي الموت على كل الناس، فتصفر أظفارهم حينها.
٦٣ - التخريج: البيت لساعدة بن جؤية في (الأزهية ص ١٣١؛ وخزانة الأدب ٨/ ١٦١، ١٦٢، =