حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

باب المبتدأ

صفحة 235 - الجزء 3

باب المبتدأ

  مسألة - يجوز في الضمير المنفصل من نحو: {إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}⁣[البقرة: ١٢٧]، [وآل عمران: ٣٥] ثلاثةُ أوْجُهِ: الفَضلُ وهو أرْجَحُهَا والابتداء وهو أضعفها، ويختص بلغة تميم، والتوكيد.

  مسألة - يجوز في الاسم المُفْتَتح به من نحو قولك: «هذا أَكْرَمْتُهُ» الابتداءُ والمفعولية، ومثله «كَمْ رَجُلٍ لقيته»، و «مَنْ أكرمته»، لكن في هاتين يُقدر الفعل مؤخراً، ومثلهما «رُبَّ رَجُلٍ صَالِحٍ لقيته».

  مسألة - يجوز في المرفوع من نحو: «أَفِي اللَّهِ شَكٍّ»، و «مَا فِي الدَّارِ زَيْد»، الابتدائية والفاعلية، وهي أرْجَحُ لأن الأصل عدمُ التَّقديم والتأخير، ومثله كلمتا {غُرَفٌ} في سورة الزمر؛ لأن الظرف الأول معتمد على المخبر عنه، والثاني على


  قوله: (باب المبتدأ) أي: باب الاسم الذي يحتمل أن يكون مبتدأ احتمالاً ظاهراً. قوله: (أضعفها) أفعل التفضيل هنا كالذي قبله ليس على بابه وإلا كان بينهما تناقض واعلم أن محل ضعف كون الضمير مبتدأ إذا تعين فيه الفصل وذلك فيما إذا احتمل كون المرفوع صفة لولا الضمير نحو زيد هو الفاضل فلولا ذكر الضمير لتوهم أن الفاضل صفة وأتى بالضمير للفصل بين الخبر والصفة وأما إن لم يتعين الضمير للفصل كما في الآية فليس فيه ضعف إذا علمت هذا تعلم أن قول الشارح وهو أضعفها لا يظهر اهـ تقرير دردير. قوله: (ويختص بلغة تميم) فيه أن اللفظ متحد إلا أن يكون ثمرة ذلك إذا زالت أن واختلف الإعراب نحو كان زيد هو الفاضل بنصب الفاضل عند غير بني تميم وبرفعه عندهم. قوله: لكن في هاتين يقدر الفعل مؤخراً أي: وأما في المثال الأول فيقدر مقدماً. قوله: (ومثلهما رب رجل صالح لقيته) أي: مثل كم رجل لقيته ومن أكرمته في جواز الوجهين وفي تقدير الفعل مؤخراً رب رجل صالح لقيته وإن كان بينهما وبين رب رجل لقيته فرق من جهة أن معمول الفعل والابتداء فيهما كم ومن وفيه هو المجرور برب وقد تقدم في رب أنها تنفرد بالزيادة في الإعراب دون المعنى وأن محل مجرورها في نحو رب رجل صالح عندي رفع على الابتدائية وفي نحو رب رجل لقيت نصب على المفعولية وفي رب رجل صالح لقيته رفع أو نصب كما في قولك هذا لقيته اهـ شمني.

  قوله: (الابتدائية والفاعلية) أي: لأن الظرف اعتمد على الاستفهام في الآية، وعلى النفي في المثال قوله: (لأن الأصل عدم التقديم والتأخير) أي: وهذا لازم على الابتدائية. قوله: (ومثله) أي: في جواز الوجهين والأرجح الفاعلية. قوله: (كلمتا غرف)