باب المبتدأ
  الموصوف؛ إذ «الغرف» الأولى موصوفة بما بعدها. وكذا «نار» في قول الخنساء [من البسيط]:
  ٧٩٤ - [وَإِنَّ صَخْراً لتأتمُ الْهُدَاةُ بِهِ] ... كأنَّه عَلَم فِي رَأْسِهِ نَارُ
  ومثله الاسم التالي للوصف في نحو: «زَيْدٌ قَائِمٌ أَبُوهُ»، و «أَقَائِمَ زَيْدٌ» لما ذكرنا، ولأن «الأب» إذا قُدِّر فاعلاً كان خبر «زيد» مفرداً، وهو الأصل في الخبر؛ ومثله {ظُلُمَاتٌ} من قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ}[البقرة: ١٩] لأنَّ الأصل في الصفة الإفراد؛ فإن قلت: «أقائمٌ أنت» فكذلك عند البصريين، وأوجب الكوفيون في ذلك الابتدائية، ووافقهم ابن الحاجب، ووهم إذ نقل في أماليه الإجماع على ذلك؛ وحجَّتُهم أن المُضمر المرتفع بالفعل لا يجاوزه منفصلاً عنه؛ لا يقال: «قام
  أي: في قوله لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف قوله: (على المخبر عنه) أي: وهو قوله لكن الذين اتقوا لأن الذين مبتدأ لهم غرف خبر. قوله: (والثاني على الموصوف) أعني الغرف الأول، أي: موصوف موصوفة بكونها من فوقها غرف. قوله: (وكذلك) أي: يجوز الوجهان والفاعلية أرجح والظرف معتمد على الموصوف أعني علم.
  قوله: (ومثله) أي: في جواز الوجهين والأرجح الفاعلية. قوله: (لما ذكرنا) أي: من أن الأصل عدم التأخير. قوله: (كان خبر زيد مفرداً) أي: لأن الصفة مع مرفوعها في حكم المفرد وهذا التوجيه الثاني كما يأتي هنا في نار وفي غرف الثاني اهـ تقرير دردير. قوله: (فكذلك) أي: يجوز فيه الوجهان والأرجح الفاعلية؛ لأن الأصل عدم التقديم والتأخير.
  قوله: (في ذلك) أي: الضمير قوله: (على ذلك) أي: وجوب الابتدائية ووجه الوهم أن البصريين يجوزون الوجهين وحينئذ فلا يصح حكاية الإجماع. قوله: (وحجتهم) أي: وحجة الكوفيين على وجوب الابتدائية بالضمير. قوله: (لا يجاوره) أي: لا يجاور الضمير العقل حال كون الضمير منفصلاً عن الفعل أي لأنه متى أمكن الاتصال لا يعدل عنه إلى الانفصال أي: ومثل العقل الوصف إذ لا فرق بينهما وما جاء مخالفاً لذلك خرج على التقديم والتأخير هذا حاصل توجيههم وبما ذكرناه تم كلامهم.
٧٩٤ - التخريج: البيت للخنساء في (ديوانها ص ٣٨٦).
اللغة: صخر: اسم علم وهو أخو الخنساء الشاعرة. تأتم: تقتدي. الهداة: المرشدون. علم: جبل.
المعنى: إن صخراً يقتدي المرشدون به لفعل الخير والإحسان، وهو كالجبل الموضوع في رأسه النار يهتدي به التائهون والحائرون.