حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجهة السادسة

صفحة 274 - الجزء 3

  معناه: شديد عِقَابُه، ولهذا قالوا: كلّ شيء إضافته غيرُ مَخضة فإنه يجوز أن تصير إضافته محضة، إلا الصفة المشبهة، لأنه جَعَله على تقدير «أل»، وجَعَلَ سبب حذفها إرادة الازدواج؛ وأجازَ وصفِيَّتَهُ أيضاً أبو البقاء، لكن على أن «شديداً» بمعنى «مشدّد» كما أن «الأذِينَ» في معنى «المُؤَذِّن»، أخرجه بالتأويل من باب الصفة المشبهة إلى باب اسم الفاعل؛ والذي قدمه الزمخشري أنه وجميع ما قبله أبدال؛ أما أنه بدل فلتنكيره؛ وكذا المضافانِ قبلَهُ وإن كانا من باب اسم الفاعل؛ لأنَّ المراد بهما المستقبل، وأما البواقي فللتناسب؛ ورَدَّ على الزجاج في جَعله {شَدِيدُ الْعِقَابِ}⁣[البقرة: ١٩٦، غافر: ٣]


  محضة أصلاً إذ لا يمكن قصرها على المضي حتى تكون إضافتها لغير معمولها وتكون محضة بخلاف غيرها من الصفات كاسمي الفاعل والمفعول قوله: (إلا في تقدير الانفصال) لأنه دائماً من إضافة الوصف إلى معمول. قوله: (كل شيء) أي: كاسم الفاعل واسم المفعول.

  قوله: (أن تصير إضافته محضة) أي: بأن يراد منه المضي فلا يكون حينئذ مضافاً لمعموله إذ لا يعمل إذا أريد منه المضي. قوله: (لأنه جعله الخ) علة للنفي أعني قوله وليس من ذلك قول الزمخشري الخ. قوله: (على تقدير أل) أي: فالأصل الشديد العقاب قوله (الازدواج) أي: الموافقة لما معها من الصفات في انتفاء من كل اهـ تقرير دردير. قوله: (إلى باب اسم الفاعل) أي: والمراد منه المضي أي شديد عقابه في الماضي أي واسم الفاعل إذا كان المراد منه الماضي كانت إضافته محضة لأنه من إضافة الوصف لغير معموله. قوله: (والذي قدمه الزمخشري) أي: على غيره من كلامه أي والذي ذكره في كشافه قبل هذا الوجه أن شديد العقاب وجميع ما قبله وهو قوله العزيز العليم غافر الذنب وقابل الثوب. قوله: (أما أنه بدل) أي: أما كون شديد العقاب بدلاً. قوله: (فلتنكيره) أي: لأنه من إضافة الصفة المشبهة لمعمولها فإضافتها غير محضة لا تفيد تعريفاً. قوله: (فلتنكيره) أي: والنكرة لا تكون نعتاً للمعرفة ولا بياناً لها، وقوله فلتنكيره أي وحيث كان نكرة وما قبله معرفة فلا يعرب الثاني نعتاً لأنه يشترط توافق النعت للمنعوت بخلاف البدل إذ بدل النكرة من المعرفة جائز.

  قوله: (لأن المراد بهما المستقبل) أي: واسم الفاعل إذا أريد به المستقبل كان عاملاً وإضافة اسم الفاعل لمعموله غير محضة فلا تفيد تعريفاً. قوله: (وأما البواقي) أي: وأما كون البواقي أعني العزيز العليم بدلاً فللتناسب أي لتناسب ما بعدهما في كونه بدلاً إذ جعلهما صفات وما بعدهما بدلاً يكون خالياً عن التناسب قوله: (وأما البواقي) المراد بها العزيز العليم لأنهما البواقي من جميع ما قبل شديد العقاب أو هما وذي الطول أن أريد البواقي من التوابع في الآية قوله: (ورد على الزجاج الخ) أي: لأنه يكون خالياً عن المناسبة. قوله: (ورد على الزجاج الخ) تحصل من كلامه ثلاثة أقوال الأول جعل الجميع