حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

النوع الثامن: اشتراطهم في بعض الجمل الخبرية، وفي بعضها الإنشائية

صفحة 302 - الجزء 3

  تنبيه - اعترض الرازي على الزمخشري في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٦٣}⁣[الزمر: ٦٣]: إن الجملة معطوفة على {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا}⁣[الزمر: ٦١] بأن الاسمية لا تُعْطَف على الفعلية؛ وقد مر أن تخالف الجملتين في الاسمية والفعلية لا يمنع التعاطف؛ وقال بعض المتأخرين في تجويز أبي البقاء في قوله تعالى: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}⁣[البقرة: ٢٥٣] إنه يجوز كون الجملة الاسمية بدلاً من {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}⁣[البقرة: ٢٥٣] هذا مردود، لأن الاسمية لا تُبْدَلُ من الفعلية، اهـ. ولم يقم دليل على امتناع ذلك.

النوع الثامن: اشتراطهم في بعض الجمل الخبرية، وفي بعضها الإنشائية.

  فالأول كثير كالصلة، والصفة والحال، والجملة الواقعة خبراً لـ «كان»، أو خبراً لـ «إنّ» أو لضمير الشأن، قيل: أو خبراً للمبتدأ، أو جواباً للقسم غير الاستعطافي.

  ومن الثاني جواب القسم الاستعطافي كقوله [من الوافر]:

  ٨١٩ - بِرَبِّكَ هَلْ ضَمَمْتَ إِلَيكَ لَيْلَى ... [قُبَيْلَ الصُّبْحِ أَوْ قَبَّلْتَ فَاها؟]


  قوله: (لا يمنع التعاطف) لكن التناسب أولى لا يقع التخالف إلا لكنه تقتضيه فقد يقال أريد في قضية الكافرين الدلالة على نبات خسرانهم فناسبه الإتيان بالإسمية وأريد في قضية المؤمنين تصوير نجاتهم مما نال غيرهم من السوء إشعاراً بتعظيم منة الله عليهم وفضله فناسبه الإتيان بالفعلية ذات المضارع اهـ دماميني قوله: (هذا) أي: مقول قول بعض المتأخرين مردود؛ لأن الاسمية أي: كمنهم من كلم الله ونحوها. قوله: (لا تبدل من الفعلية) أي: كفضلنا ونحوها. قوله: (ولم يقم دليل) هذا جواب عن رد بعض المتأخرين لما جوزه أبو البقاء في الآية. قوله: (على امتناع ذلك) أي: الإبدال. قوله: (قيل أو خبراً للمبتدأ) الصحيح أن المبتدأ يجوز أن يخبر عنه بالجملة الخبرية وبالإنشائية لكن لا يجوز أن يدخل عليه ناسخ مثل كان وأخواتها وإن وأخواتها إلا إذا كان خبره جملة خبرية. قوله: (أو جواباً للقسم) قال بعض جملة القسم جملة إنشائية يؤكد بها جملة أخرى هي جملة الجواب، فإن كانت الأخرى خبرية فهو غير استعطافي وإن كانت إنشائية فهو الاستعطافي فعلى هذا القسم الاستعطافي ما أجيب بجملة إنشائية، وقال بعض الاستعطافي هو ما كان بالجملة المشعرة بالحنو والعطف. قوله: (بربك هل ضممت إليك ليلى) أي: فقوله بربك قسم وقوله: هل ضممت الخ جواب القسم وتمام البيت كما في نسخة:


٨١٩ - التخريج: البيت للمجنون في (ديوانه ص ٢٢٢؛ والأغاني ٢/ ٣٢؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٤٧، ٤٨، ٥٢، ٥٣، ٥٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٣؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ٩/ ١٠٢).

اللغة: فاها: فمها.

المعنى: استحلفك الله هل نلت من ليلى ما يتمناه العاشق من معشوقه؟!