النوع الثامن: اشتراطهم في بعض الجمل الخبرية، وفي بعضها الإنشائية
  وقوله [من الطويل]:
  ٨٢٠ - بِعَيْشِكِ يَا سَلْمَى أَرْحَمِي ذَا صَبَابَةٍ ... [أَبِى غَيْرَ مَا يُرْضِيكِ فِي السِّرُ وَالْجَهْرِ]
  وما ورد على خلاف ما ذكر مُؤَوَّل، فمن الأول قوله [من الطويل]:
  وَإِنِّي لَرَامِ نَظْرَةٌ قِبَلَ الَّتِي ... لَعَلّي - وَإِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا - أَزُورُها
  وتخريجه على إضمار القول أي: قِبَلَ التي أقول لعلي، أو على أن الصلة «أزورها» وخبر «لعلّ» محذوف والجملة معترضة أي لعلي أفعل ذلك، وقوله [من الرجز]:
  [حَتَّى إذا جَنَّ الظلام واخْتَلَط] ... جاؤوا بِمَذْقٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّنْبَ قَط
  وقوله [من الرجز]:
  ٨٢١ - فَإِنَّمَا أَنْتَ أَخٌ لا نَعْدَمُة
  قبيل الصبح أو قبلت فاها
  وهو للمجنون وبعده:
  وهل رفت عليك قرون ليلى ... رفيف الأقحوانة في نداها
  قرونها شعورها خاطب به زوجها وهو يصطلي في يوم شات فقال اللهم إذ حلفتني نعم فقبض المجنون على النار وخر مغشياً عليه ورقت معناه برقت وتلألأت والأقحوانة بضم الهمزة واحدة الاقحوان والأقاحي بتشديد الياء وتخفيفها وردة يشبه بها الأسنان. قوله: (بعيشك الخ) هذا صدر بيت وعجز:
  أبي غير ما يرضيك في السر والجهر
  قوله: (على خلاف ما ذكر) أي: من مجيء الصلة أو الصفة أو الحال أو ما بعده إنشائية فلا بد من تأويله ورده للخبرية. قوله: (والجملة) أي: جملة لعلي وقوله: معترضة أي: بين الموصول وصلته وكذا جملة وإن شطت وجواب الشرط محذوف لدلالة خبر لعل عليه. قوله: (لا نعدمه) جملة إنشائية لأنها دعاء وليس المراد بها وصف الأخ بأنه غير
٨٢٠ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الدرر ٤/ ٢٢١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٤١).
اللغة: العيش الحياة. الصبابة: العشق والغرام أبى رفض.
المعنى: أسألك بحياتك يا سلمى أن تحمي. صاحب عشق امتنع عن غير ما يرضيك في كل الأحيان وفي السر وفي العلن.
٨٢١ - التخريج الرجز لأبي محمد الحذلمي الفقعسي في (مجالس ثعلب ١٩٤ - ١٩٥؛ وفي شرح أبيات المغني ٧/ ٢٢٦).
اللغة: لا نعدمه: لا نفقده.
المعنى: أنت هو الأخ الذي نتمسك به ويحمل كل الصفات الجيدة ونأمل أن تدوم لنا.