تنبيه - الخلاف إنما هو عند التردد
  «راض» خبر عنه، ولا يحفظ مثل «نَحْنُ قائم» بل يجب في الخبر المُطَابَقَة نحو: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ١٦٥ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ١٦٦}[الصافات: ١٦٥ - ١٦٦]، وأما {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ٩٩}[المؤمنون: ٩٩]، فأفرد ثم جمع لأن غير المبتدأ والخبر لا يجب لهما من التطابق ما يجب لهما.
  قوله: (ولا يحفظ مثل نحن قائم) قد يعترض بأن مثله محفوظ بدليل قول الشاعر:
  والمسدان بيت نحن عامره ... لنا وزمزم والأركان والستر
  والجواب أن هذا محمول على الحذف والأصل نحن عامروه، فحذف الواو اجتزاء عنها بالضمة كما في قوله:
  إذا ما شاء ضروا من سواهم ... ولا يألوهم أحد ضرراً
  قوله: (ولا يحفظ الخ) أي: بل المحفوظ نحن قائمون قوله: (وإنا لنحن الصافون) فيه أن الضمير للملائكة وهم جمع لا للمعظم نفسه فالأولى التمثيل بقوله ونحن الوارثون لأن الضمير الله وحده. قوله: (فأفرد) أي: لأنه قال يا ربي فأفرد الرب وجمعه ثانياً حيث قال ارجعون فجعل المسند إليه جمعاً قوله: (فلأن) جواب أما. قوله: (فلأن غير المبتدأ والخبر) مراده بالغير غير مخصوص وهو المسند إليه فلا ينافي أن الحال والصفة مثل المبتدأ والخبر نحو جاء الرجلان الفاضلان وذهب الزيدان راكبين قوله: (لا يجب لهما) ثنى الضمير لأن غير هنا اثنان المنادي والمسند إليه الفعل.