ذكر أماكن من الحذف يتمرن بها المعرب
ذكر أماكن من الحذف يتمرن بها المُعرب
  حَذْفُ الاسم المضاف - {وَجَاءَ رَبُّكَ}[الفجر: ٢٢]، {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ}[النحل: ٢٦] أي: أمره، لاستحالة الحقيقي؛ فأما {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}[البقرة: ١٧] فالباء للتعدية، أي: أذهب الله نورهم.
  ومن ذلك ما نسب فيه حكم شرعي إلى ذات لأن الطلب لا يتعلّق إلا بالأفعال، نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}[النساء: ٢٣] أي: استمتاعهنّ، {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}[المائدة: ٣]، أي: أكْلُها {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ}[النساء: ١٦٠] أي: تناولها، لا أكلها، ليتناول شربَ ألبان الإبل، {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا}[الأنعام: ١٣٨] أي: منافعها، ليتناول الركوب والتخميل، ومثله {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ}[الحج: ٣٠].
  ومن ذلك ما علق فيه الطلب بما قد وقع، نحو: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة: ١]، {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ}[النحل: ٩١]، فإنهما قولان قد وقعا فلا يتصوّر فيهما نَقُضُ ولا وفاء، وإنما المراد الوفاء بمقتضاهما؛ ومنه {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}[يوسف: ٣٢] إذ الذوات لا يتعلّق بها لوم، والتقدير في حبّه، بدليل {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}[يوسف: ٣٠] أو
ذكر أماكن من الحذف يتمرن بها المعرب
  قوله: (أي أمره) راجع للأمرين، وقوله لاستحالة الحقيقي أي المعنى الحقيقي. قوله: (أي أمره) فيه أن الأمر معنى لا يوصف بالمجيء ولا بالإتيان، وأجيب بأنا نقدر مضافاً ثانياً أي جاء رسول أمر ربك وأني رسول أمر الله أو حامل أمره أو يقال إن المصنف لاحظ أن المجيء بمعنى الحصول والتحقيق بعد عدم نحو أني أمر الله تأمل. قوله: (فالباء للتعدية) أي: لا للمصاحبة حتى يكون الذهاب مسنداً الله تعالى ويحتاج للتقدير كما نحن فيه. قوله: (ومن ذلك) أي: مما حذف المضاف وقوله ما أي الكلام الذي. قوله: (لأن الطلب) الأولى لأن الحكم لأجل أن يشمل الإباحة لأنها حكم ولكن ليست بطلب. قوله: (ليتناول الخ) أي: فتقدير الأكل لا يتناول ذلك بخلاف التناول قوله: (أي منافعها) أي: منافع ظهورها ولا يقدر ركوب ظهورها لعدم شموله التحميل. قوله: (وأحلت لكم الأنعام) أي: منافعها. قوله: (ومن ذلك) أي: مما حذف فيه المضاف، وقوله ما أي الكلام الذي. قوله: (بما قد وقع) أي: بما قد انقضى. قوله: (فإنهما) أي: العهود والعهد قولان لأن كلا منهما قول مؤكد بالقسم.