حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - إذا احتاج الكلام إلى حذف مضاف يمكن تقديره

صفحة 394 - الجزء 3

  فحذف المضاف إلى «ليلة» والمضاف إليه «ليلة» وأقام صفتَهُ مقامه، أي: اعتماض ليلة رجلٍ أَرْمَدَ؛ وعكسه نيابة المصدر عن الزمان «جئْتُكَ طُلوعِ الشَّمْسِ» أي: وقت طلوعها، فناب المصدر عن الزمان، وليس من ذلك «جِئْتُكَ مَقْدَمَ الحاج» خلافاً للزمخشري، بل المقْدَمُ اسم لزمن القدوم.

  تنبيه - إذا احتاج الكلامُ إلى حذف مضاف يمكن تقديره مع أول الجزءين ومع ثانيهما فتقديره مع الثاني أولى نحو {الْحَجُّ أَشْهُرٌ}⁣[البقرة: ١٩٧]، ونحوه: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ}⁣[البقرة: ١٧٧]، فيكون التقدير: الحج حج أشهر، والبر برُّ مَنْ آمن، أولى أن يقدر: أَشْهرُ الحج أشهر، ولكنَّ ذا البر من آمن، لأنك في الأول قدرت عند الحاجة إلى التقدير، ولأن الحذف من آخر الجملة أولى.


  وبت كما بات السليم مسهدا

  ومن هذه القصيدة يذكر ناقته وقصده الوفادة على النبي ولم يتفق له ذلك لأمر إرادة الله:

  فآليت لا أرثي لها من كلالة ... ولا من حفى حتى تلاقي محمدا

  السليم اللديغ كأنهم تفاءلوا له بالسلامة والمسهد اسم مفعول من قولك سهدته إذا جعلته قليل النوم وآليت حلفت ولا أرثي لا أرق والكلالة الإعياء والتعب والحفى رقة أخفافها من كثرة المشي. قوله: (أي اغتماض ليلة رجل أرمد) أي: فحذف المضاف وهو مصدر وأقيم المضاف إليه وهو اسم زمان مقامه. قوله: (خلافاً للزمخشري) أي: حيث جعل مقدم مصدراً بمعنى القدوم، وحينئذ فالأصل وقت مقدم الخ. قوله: (مع الثاني أولى) قال العلامة الخيالي إن التأويل في الأوائل بمنزلة قلع الخلف قبل الوصول إلى شاطئ النهر. قوله: (الحج أشهر) أي: فالحمل لا يصح لأن الحج هو الهيئة الحاصلة من الأركان قوله (أولى من الخ) أي: وهذا أولى الخ. قوله: (عند الحاجة إلى التقدير) أي: لأن المسند إليه وقع في محله والخبر لم يصح فتحتاج فيه لتقدير لأجل صحته.


= ١٢١؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٥٧؛ والمنصف ٣/ ٨؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٢١١؛ وهمع الهوامع ١/ ١٨٨).

اللغة: اغتمضت سكنت أرمد أصابهما الرمد المسهد: القلق الذي لا يستطيع إلى النوم سبيلاً.

المعنى: لقد اغتمضت عيناك أي سكنت سكون العين الرمداء، ونمت نوم اللديغ القلق الذي جفاه النوم.