حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي كثيرة، والذي يحضرني الآن منها عشرون موضعا

صفحة 472 - الجزء 3

  قرينة فالتعويل عليها؛ سَهُلَ الأمْرُ.

  وفي الكشاف «فإن قلت: ما معنى «لن يغلب عسر يسرين؟» قلت: هذا حَمْل على الظاهر، وبناءً على قوَّةِ الرجاء، وأن وَعْدَ اللهِ لا يُحْمَلُ إلا على أبلغ ما يحتمله اللفظ والقولُ فيه أن الجملة الثانية يحتمل أن تكونَ تكريراً للأولى كتكرير {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}⁣[المرسلات: ١٥] لتقرير معناها في النفوس، وكتكرير المفرد في نحو: «جاء زيد زيد»، وأن تكون الأولى عِدَة بأن العسر مردوفٌ باليسر لا مَحَالَةَ؛ والثانية عِدَة مستأنفة بأن العُسْر متبوع باليسر لا محالة؛ فهما يُسْرَانِ على تقدير الاستئناف، وإنما كان العسر واحداً لأن اللام إن كانت فيه للعهدِ في العسر الذي كانوا فيه فهو هو؛ لأن حكمه حكم «زيد» في قولك «إن مع زيد مالاً إن مع زيد مالاً»؛ وإن كانت للجنس الذي يعلمه كلُّ أحدٍ فهو هو أيضاً؛ وأما اليسر فمنكر متناول لبعض الجنس، فإذا كانَ الكلامُ الثاني مستأنفاً فقد تناول بعضاً، آخر، ويكون الأول ما تيسر لهم من الفتوح في زمنه عليه الصلاة والسلام، والثاني ما تيسر في أيام الخلفاء؛ ويحتمل أن المراد بهما يُسْرُ الدُّنيا ويسر الآخرة مثل: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}⁣[التوبة: ٥٢] وهما «الظَّفَرُ والثواب» اهـ. ملخَّصاً.


  مُبَارَكٌ}⁣[الأنعام: ٩٢] ثم قال: {أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا}⁣[الأنعام: ١٥٦] وقد تعاد المعرفة معرفة مع المغايرة كقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ}⁣[المائدة: ٤٨] وقد تعاد المعرفة نكرة مع عدم المغايرة كقوله تعالى: {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}⁣[فصلت: ٦] ومثله في الكلام كثير كقولهم العلم علم كذا وكذا، ودخلت الدار فرأيت دار كذا وكذا ومنه بيت الحماسي إلى هنا كلامه اهـ دماميني. قوله: (هذا حمل على الظاهر) من الآية من أن العسر معه يسران.

  قوله: (حمل) في نسخة عمل. قوله: (وبناء على قوة الرجاء) أي: في الله حيث وعد بأن العسر يصاحبه اليسر ووعده بحمل على أبلغ ما يحتمله اللفظ، وأبلغ ما يحتمله اللفظ أن العسر معه يسران بواسطة تعريف العسرين وتنكير اليسرين قوله: (والقول فيه) أي: وحاصل القول فيه أي في إيضاحه. قوله: (أن الجملة الثانية) أي: في الآية وقوله لتقرير معناها أي وعلى هذا فاليسر واحد قوله: (وأن تكون الأولى) أي: ويحتمل أن تكون الجملة الأولى عدة أي وعداً من الله بأن العسر الخ، وقوله والثانية أي والجملة الثانية. قوله: (على تقدير الاستئناف) والمعنى إن مع العسر المعهود الذي أنتم فيه نوعاً من اليسر، ثم وعدهم ثانياً بأن معه: نوعاً ثانياً من اليسر. قوله: (إن كانت فيه) أي: في العسر الأول قوله: (الذي كانوا فيه) أي: وهو حصة معينة من العسر معهودة من المتكلم والمخاطب. قوله: (فهو هو) أي: فالثاني عين الأول قوله: (وإن كانت) أي: اللام