حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

فصل وأول ما يحترز منه المبتدئ

صفحة 493 - الجزء 3

  فصل

  وأول ما يُحتَرِز منه المبتدئ في صناعة الإعراب ثلاثة أمور:

  أحدها: أن يلتبس عليه الأصلي بالزائد، ومثاله أنه إذا سمع أن «أل» من علامات الاسم، وأن أحرف «نأيت» من علاماتِ المضارع، وأن تاء الخطاب من علامات الماضي، وأنَّ الواو والفاء من أخرف العطف، وأنَّ الباء واللام من أحرف الجر، وأن فعل ما لم يُسَمَّ فاعِلُه مضموم الأول، سَبَقَ وَهُمُه إلى أن «ألفيت» و «ألهبت» اسمان، وأن «أكرمتُ» و «تعلمت» مضارعان، وأن «وعظ» و «فسخ» عاطفان ومعطوفان، وأن نحو: «بيت» و «بين» و «لهو» و «العب» كل منهما جارّ ومجرور، وأن نحو: «أُدخرج» مبني لم يُسَمَّ فاعلُهُ؛ وقد سمعت مَنْ يُغرب {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}⁣[التكاثر: ١] مبتدأ وخبراً، فظنهما مثل قولك: «المنطلقُ زيد» ونظير هذا الوهم قراءة كثير من العوام {نَارٌ حَامِيَةٌ}⁣[القارعة: ١١]، {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}⁣[التكاثر: ١] بحذف الألف كما تحذف أول السورة في الوصل فيقال {لَخَبِيرٌ


فصل وأول ما يحترز منه المبتدئ

  قوله: (ما يحترز منه) أي: يتباعد منه قوله: (أحدها) أي أحد الأمور التي يحترز ويتباعد منها أولاً التباس الحرف الأصلي بالزائد والتحرز من هذا الالتباس بمعرفة الحروف الأصول في الكلمة وزائد قوله: (الفيت والهيت اسمان) أي: لوجود أل فيهما فإذا علم أن أل فيهما أصلية لأنهما من الألفا وهو الوجود ومن اللهو لم يتوهم أنهما اسمان لأن المعرفة زائدة على بنية الكلمة المعرفة لها قوله: (مضارعان) أي: لوجود الهمزة والتاء في أولهما أو هما من حروف نأيت ولو علم أن الألف والتاء هنا أصليتان لأنهما من الإكرام والتعلم ما توهم ذلك لأن أحرف المضارعة زائدة على بنية الكلمة. قوله: (وان نحو أدحرج الخ) هذا ليس فيه التباس أصلي بزائد تأمل قوله: (وقد سمعت من يعرب الخ) قد يقال لا عيب على هذا المعرب إلا إذا صرح بأن ألهاكم نفسه هو المبتدأ، وأما إذا أطلق القول في ذلك ولم يعين فيجوز أن يحمل كلامه على التكاثر مبتدأ مؤخر وألهاكم خبر مقدم بناءً على مذهب الكوفيين من تجويز تقديم مثل هذا الخبر وإن وقع الاشتباه بين الجملة الاسمية والفعلية ولعل المصنف قامت عنده قرينة تدل على أن ذلك المعرب قصد أن ألهاكم مبتدأ والتكاثر خبره اهـ دماميني قوله: (بحذف الألف) توهماً أن هذه الهمزة همزة وصل فإنها همزة أل المعرفة وليس كذلك بل هي همزة قطع وإن الهي فعل مع من اللهو فأل فيه من بنية الكلمة لا زائدة على بنيتها للتعريف. قوله: (كما تحذف في أول السورة) أي: مع