فصل وأول ما يحترز منه المبتدئ
  الوَصْفُ الذي بـ «أَلْ» إلى عارٍ منها؛ ونحو قولهم: «لا عَهْدَ لِي بالأم قفاً مِنْهُ وَلَا أَوْضَعَه» بفتح العين، فالهاء في موضع نصب كالهاء في «الضاربه» إلا أن ذلك مفعول، وهذا مشبه بالمفعول؛ لأن اسم التفضيل لا ينصب المفعول إجماعاً، وليست مضافاً إليها وإلا لخفض «أوْضَع» بالكسرة، وعلى ذلك فإذا قلت: «مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَبْيَضَ الْوَجْهِ لا أحْمرَه» فإن فتحتَ الراء فالهاء منصوبة المحل، وإن كسرتها فهي مجرورته، ومن ذلك قوله [من الوافر]:
  قوله: (ونحو قولهم) عطف على نحو الضاربك وألأم أفعل تفضيل من لؤم الرجل لؤماً على وزن فعل. قوله: (لا عهد لي) لا نافية الجنس وعهد اسمها مبني على الفتح ولي متعلق بمحذوف خبر، وقوله بألأم جار ومجرور ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل متعلق بالخبر المقدر ومنه متعلق بألأم وقفاً تمييز.
  قوله: (ولا أوضعه) الواو عاطفة ولا لتوكيد النفي وأوضع عطف على ألأم والمعطوف على المجرور مجرور وجره الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للوصفية ووزن الفعل والهاء في محل نصب لشبهها بالمفعول به.
  قوله: (ولا أوضعه) أي: ولا أوضع حقاً منه أي إن قفاه دنيء. قوله: (إلا ان ذلك) أي: الهاء في الضاربة. قوله: (وهذا) أي: الهاء في أوضعه. قوله: (لأن اسم التفضيل) علة لكون الضمير في أوضعه ليس مفعولا.
  قوله: (وليست) أي: الهاء مضافاً إليها قوله: (وإلا لخفض أوضع بالكسر) أي: لأن الممنوع من الصرف إذا أضيف أو دخله لام التعريف انجر بالكسرة ثم اختلف فيه فقال الزجاج: منصرف لدخول ما هو من خواص الأسماء عليه مما يتغير به نفس مدلوله ومقابله شبه الفعل بخلاف كونه مسنداً إليه ومفعولاً وداخلاً عليه حرف جر فإن ذلك بالعامل والعامل لا يغيره عن مدلوله وقال الأكثر امتناع الكسر تبعاً لامتناع التنوين للعلتين فإذا زال التنوين بغيرهما زال موجب المنع من الكسر فدخل فيمتنع على هذا ما لم يزل أحد سببيه كالمساجد والحمراء والحبلى والأحمر والسكران وينصرف غيره اهـ شمني.
  قوله: (فإن فتحت الراء) أي: لكونه غير منصرف للوصفية ووزن الفعل فالهاء منصوبة على التشبيه بالمفعول به لأن أحمد لا ينصب المفعول به، وقوله فإن فتحت الراء أي وكذا يقال في أبيض الوجه إن فتحت أبيض كان الوجه منصوباً وإن كسرته كان الوجه مخفوضاً. قوله: (منصوبة المحل) أي: على التشبيه بالمفعول به. قوله: (وإن كسرتها الخ) أي: لأن ما لا ينصرف إذا أضيف أو دخلت عليه لام التعريف انجر بالكسرة فالهاء مجرورة المحل على الإضافة.
  قوله: (مجرورته) أي: بالإضافة. قوله: (ومن ذلك) أي: مما استثني من الثاني.