حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - قد يكون للشيء إعراب إذا كان وحده

صفحة 503 - الجزء 3

  المَوْلى قَبِيحٌ» يذهب الوَهْمُ فيه إلى أن «المولى» خبر، بناء على أن المصاب اسم مفعول، وإنما هو مفعول، والمصاب مصدر بمعنى الإصابة بدليل مجي الخبر بعده، ومن هنا أخطأ مَنْ قال في مجلس الواثق بالله في قوله [من الكامل]:

  أَظَلُومٌ إِنَّ مُصَابَكم رجُلاً ... أَهْدَى السَّلامَ تَحيه ظلم

  إنه برفع «رجل»، وقد مضت الحكاية.

  تنبيه - قد يكون للشيء إعراب إذا كان وحده؛ فإذا اتصل به شيء آخر تغير إعرابه، فينبغي التحرز في ذلك.

  من ذلك «مَا أَنْتَ، وَمَا شَأْنُكَ» فإنَّهما مبتدأ وخبر، إذا لم تأت بعدهما بنحو قولك: «وزيداً» فإن جئتَ به فـ «أنت» مرفوع بفعل محذوف، والأصل: ما تصنع؟ أو ما تكون، فلما حُذِفَ الفعل برز الضَّمِير وانفصل، وارتفاعه بالفاعلية، أو على أنه اسم لـ «كان»، و «شأنك» بتقدير: ما يكون، وما فيهما في موضع نصب خبراً لـ «يكون»، أو مفعولاً لـ «تصنع». ومثل ذلك «كَيْفَ أَنْتَ وَزَيْداً» إلا أنك إذا قدرت تصنع كان


  مفعول والصواب أنه خبر وفي الثاني يتوهم أنه والصواب أنه مفعول. قوله: (يذهب لوهم) أي: عند عدم الالتفات لقبيح. قوله: (أن المصاب اسم مفعول) والمعنى أن الذي أصبته المولى. قوله: (وإنما هو مفعول) أي: والخبر قبيح، وقد يقال لا يمتنع أن يكون المصاب اسم مفعول في هذا المثال وليس مصدراً والمولى هو الخبر قبيح خبر المبتدأ محذوف، والتقدير أن الذي أصبته هو مولاك هذا معنى صحيح ينطبق عليه التركيب فلا سبيل إلى إنكاره اهـ دماميني.

  قوله: (ومن هنا أخطأ الخ) قد يقال إن رفع رجل صواب أيضاً على أنه خبر إن وأن مصاب اسم مفعول ظلم خبر لمحذوف والتقدير يا ظلوم إن الذي أصبتموه رجل أهدى السلام وهذا ظلم منكم. قوله: (يرفع رجل) أي: على أنه خبر إن والصواب ان مصاب مصدر ورجلاً مفعول به وظلم خبر إن أي يا ظلوم إن أصابكم رجلاً ظلم. قوله: (وقدمت الحكاية) أي: في آخر الجهة الأولى من الباب الخامس. قوله: (ما أنت وشأنك) مثالان أي ما أنت وما شأنك قوله: (فإنهما مبتدأ وخبر) أي: فما اسم استفهام مبتدأ وأنت خبر أي أي شيء أنت وأي شيء شأنك قوله: (فإن جئت به) أي: وقلت ما أنت وزيداً وما شأنك وزيداً قوله: (الأصل ما تصنع الخ) أي: وأصل ما أنت وزيداً ما تصنع أو ما تكون، وقوله بعد وشأنك الخ أي وأصل ما شأنك وزيداً بتقدير ما يكون فما أنت وزيداً محتمل احتمالين باعتبار أصله وأما ما شأنك وزيداً فأصله واحد لا يحتمل غير. قوله: (وما فيهما) أي: في ما شأنك وزيداً وفي ما أنت وزيداً قوله: (خبر ليكون) راجع لما شأنك وزيداً ولقوله ما أنت وزيداً إن قدر تكون. قوله: (أو مفعولاً) راجع لما أنت وزيداً.