وهي إحدى عشرة قاعدة
  ٩٠٩ - [فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ وِرَاثَةٍ] ... أبى اللَّهُ أَنْ أَسْمُو بِأُمِّ وَلَا أَبِ
  لما كان معناه: قال الله لي: لا تَسْمُ بأم ولا أب.
  الثامنة: زيادة «لا» في قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ}[الأعراف: ١٢] قال ابن السيد: المانع من الشيء آمر للممنوع أن لا يفعل فكأنه قيل: ما الذي قال لك لا تسجد؛ والأقرب عندي أن يقدَّر في الأول: لم يرد الله لي، وفي الثاني: ما الذي أمرك، يُوضّحه في هذا أن الناهية لا تصاحب الناصبة، بخلاف النافية.
  التاسعة: تَعَدي «رضي» بـ «على» في قوله [من الوافر]:
  قوله: (في نحو أبى الله الخ) هذا عجز بيت لعامر بن الطفيل وصدره:
  فما سودتني عامر عن وراثةِ
  وقبل هذا البيت:
  وإني وإن كنت ابن سيد عامر ... وفارسها المشهور في كل موكب
  وبعده:
  ولكنني أحمي حماها وأتقي ... أذاها وأرمي من وراها بمنكبِ
  عامر: قبيلة من العرب وضمير فارسها يعود إليها والمضاف مجرور بالعطف على سيد عامر، ومعنى سودتني جعلتني سيداً يعني: أنه ساد بنفسه لا بنسبه وخبر إن محذوف، وإن وصلية والجملة حالية والتقدير وإني لا أفتخر بنسبي، وإن كان من العظمة بهذا المحل والفاء في البيت الثاني فصيحة، أي: وإذا كان الأمر كذلك فما سودتني الخ. قوله: (ما الذي قال لك) أي: ما الأمر الذي قال لك لا تسجد والمانع له إنما هو كبره، فلما كان ما منعك في معنى ما الأمر الذي قال لك صح الإتيان بلا. قوله: (في هذا) أي: التقدير الأخير. قوله: (إن الناهية) أي: إن لا الناهية لا تصاحب أن الناصبة وهذا إنما يلزم على تقدير ابن السيد لا على تقدير المصنف، ثم إن كونها ناهية أو نافية إنما هو باعتبار الملحق به وأما اللفظ الملحق فهي فيه زائدة.
٩٠٩ - التخريج: البيت لعامر بن الطفيل في (الحيوان ٢/ ٩٥؛ وخزانة الأدب ٨/ ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٤٥، ٣٤٨؛ وشرح شواهد الشافية ص ٤٠٤؛ وشرح شواهد المغني ص ٩٥٣؛ وشرح المفصل ١٠/ ١٠١؛ والشعر والشعراء ص ٣٤٣؛ ولسان العرب ١١/ ٥٩٣ (كلل)؛ والمقاصد النحوية ١/ ٢٤٢؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٨٥؛ والخصائص ٢/ ٣٤٢؛ وشرح الأشموني ١/ ٤٥؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ١٨٣؛ والمحتسب ١/ ١٢٧).
اللغة: سودتني: جعلتني سيداً. سمى: ارتفع.
المعنى: لم أصل إلى المجد بالوراثة عن آبائي وجدودي بل بما زدت عليهم من سعيي في طلب مكارم الأخلاق والفروسية.