وهي إحدى عشرة قاعدة
  إِذَا رضيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرِ ... [الْعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا]
  لما كان «رضي عنه» بمعنى: أقبل عليه بوجهِ وُده؛ وقال الكسائي: إنما جاز هذا حملاً على نقيضه وهو «سَخِطَ».
  العاشرة: رفع المُسْتَثنى على إبداله من الموجب في قراءة بعضهم: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا}[البقرة: ٢٤٩]؛ وقيل: «إلا» وما بعدها صفة؛ فقيل: إن الضمير يوصف في هذا الباب، وقيل: مرادهم بالصفة عطف البيان، وهذا لا يخلص من الاعتراض إن كان لازماً، لأن عطف البيان كالنعت فلا يتبع الضمير؛ وقيل: «قليل» مبتدأ حذف خبره، أي: لم يشربوا.
  الحادية عشرة: تذكير الإشارة في قوله تعالى: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ}[القصص: ٣٢] أن المشار إليه «اليَدُ» و «العَصَا» وهما مؤنَّثان ولكن المبتدأ عين الخبر في المعنى
  قوله: (أقبل عليه) أي: وأقبل يتعدى بعلى قوله: (فشربوا منه إلا قليل) بدل من الواو مع أن الاستثناء واجب النصب إذا كان الكلام تاماً موجباً. قوله: (فلم فلم يكونوا منه) أي: لكن ذلك الإيجاب بمعنى النفي، فأعطى حكمه من صحة الإبدال. قوله: (بدليل فمن شرب منه فليس مني) أي: من أتباعي فهذا يدل على أن قوله: فشربوا منه في معنى فلم يكونوا من أتباعه إلا قليل منهم وهم الذين لم يشربوا منه.
  قوله: (وقيل إلا وما بعدها صفة) أي: للضمير أعني الواو قوله: (فقيل إن الضمير الخ) جواب عما يقال إن الضمير لا يوصف ولا يوصف به قوله: (يوصف في هذا الباب) أي: فقولهم الضمير لا يوصف ولا يوصف به أي: لا يوصف بغير إلا التي بمعنى غير، وأما هي فيجوز وصفه بها. قوله: (في هذا) أي: في باب الاستثناء. قوله: (وقيل مرادهم الخ) حاصله أنا لا نسلم أن الضمير يوصف في باب الاستثناء وحينئذ فمراد القائل بالوصل عطف البيان. قوله: (وهذا) أي: جعل الصفة بمعنى عطف البيان قوله: (لا يخلص من الاعتراض) أي: لأن البيان في الجوامد مثل النعت في المشتقات وحينئذ فما لا ينعت كالضمير لا يبين فقول الشارح فلا يتبع الضمير أي: ببيان كما لا يتبع بنعت. قوله: (إن كان لازماً) أي: إن كان الاعتراض لازماً أي: الواقع أنه لازم على هذا القول فهو مثل زيد لا عيب فيه إن كان له أم. قوله: (وقيل قليل مبتدأ) تحصل من هذا ومما قبله أن قليل إما بدل من الواو في فشربوا أو أنه مبتدأ خبره محذوف وكلاهما يرى أن إلا حرف وقيل: إنها اسم بمعنى غير، وعليه فقيل هي صفة للضمير؛ وقيل: عطف بيان وظهر إعرابها على ما بعدها لكونها على صورة الحرف قوله: (ولكن المبتدأ عين الخبر) أي: وهذا هو المراد بقولهم أنه ذكر باعتبارها الخبر قوله: (ولكن المبتدأ الخ) حاصله أن اليد والعصا، وإن كانا معرفتين لكن لما كانا في معنى البرهانين والبرهان مذكر أعطي حكم المذكر فأشير إليهما بإشارته.