وهي إحدى عشرة قاعدة
  إن أردت الخطوط فقل: كأنها، أو السواد والبلق فقل: كأنهما؛ فقال: أردت ذلك، وَيْلَكَ.
  وقالوا: «مَرَرْتُ بِرجُلٍ أَبِي عَشْرَةٍ نَفْسُه، وبقومٍ عَرَبٍ كُلُّهم، وبقاعِ عَرْفَجَ كُلُّهُ» برفع التوكيد فيهنَّ؛ فرفَعُوا الفاعل بالأسماء الجامدة؛ وأكدوه لما لحظوا فيها المعنى، إذ كان العرب بمعنى الفصحاء، والعَرْفَج بمعنى الخشن، والأب بمعنى الوالد.
  تنبيهان - الأول: أنه وقع في كلامهم أبلغ ممَّا ذكرنا من تنزيلهم لفظاً موجوداً منزلة لفظ آخر لكونه بمعناه، وهو تنزيلهم اللفظ المعدوم الصالح للوجود بمنزلة الموجود كما في قوله [من الطويل]:
  بَدَا لِي أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضَى ... وَلاَ سَابِقِ شَيْئاً إِذَا كَانَ جَائيَا
  وقد مضى ذلك.
  قوله: (إن أردت) أي: بقولك كأنه قوله: (فقال أردت ذلك) أي: وذلك مفرد مذكر واسم الإشارة الموضوع للواحد يجوز أن يكنى به عن أشياء كثيرة باعتبار كونها في تأويل ما ذكر وما تقدم كما يجوز أن يكنى به عن أفعال كثيرة سابقة بلفظ فعل لقصد الاختصار تقول للرجل: نعم ما فعلت وقد ذكر لك أفعالاً كثيرة وقصة طويلة، كما تقول له ما أحسن ذاك وقد يقع مثل هذا في الضمير إلا أنه في اسم الإشارة أكثر، ولهذا قال رؤبة أردت ذلك وأردفه بلفظ وبذلك على عادة العرب تحقيراً أو تنبيهاً اهـ دماميني. قوله: (أبي عشرة) أي: أولاده عشرة.
  قوله: (فرفعوا الفاعل) أي: الضمير أبي وفي عرب وعرفج وقوله: الأسماء أعني أبي والعرب والعرفج. قوله: (فرفعوا الفعل) أي: فاعل الولادة والفصاحة والخشونة بالأسماء الجامدة وهي الأب والعرب والعرفج لأنها بمعنى الوالد والفصحاء والخشن وكل من هذه لو رفع هنا الرفع مستتر فيه فاعلاً له اهـ شمني قوله: (لما لحظوا فيها المعنى) أي: فهي جوامد في معنى المشتق فأعطوها حكمها من تحملها للضمير ورفعها له على الفاعلية. قوله: (إذ كان) أي: لكون العرب. قوله: (ولا سبق شيئاً إذا كان جائياً) أي: فقد جعلوا سابق عطفاً على خبر ليس على سبيل التوهم، أي: توهم أن الباء داخلة على مدرك فقد نزلوا اللفظ الصالح للوجود وهو بمدرك منزلة الموجود فلذا عطف عليه بالجر. قوله: (لو قد مضى ذلك) أي: في الباب الرابع في أقسام العطف.
اللغة: فيها: الضمير يعود إلى الحمر الوحشية. البلق: سواد مع بياض البهق: بياض في الجلد. التوليع: استطالة البهق.
المعنى: يقول في أجسام هذه الحمر الوحشية خطوط مختلفة من سواد حالك، فخطوط سود في بياض، كأن الخطوط الموجودة في أجسامها استطالة بياض في الجلد.