وهي إحدى عشرة قاعدة
  فإن كان المعمول غيرهما بطل عملها، كقوله [من الطويل]:
  ٩٣٨ - [وَقَالُوا: تَعَرَّفُهَا المَنَازِلَ مِنْ مِنّى] ... وماكل من وَافِي مِنِّي أَنَا عَارِفُ
  ومعمولين لصلة «أل»، نحو: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ٢٠}[يوسف: ٢٠] في قول، وعلى الفعل المنفي بما في نحو قوله [من الرجز]:
  وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا أَسْتَغْنَيْنَا
  وقيل: وعلى إن معمولاً لخبرها في نحو: أما بعد فإني أفعل كذا وكذا، وقوله
  بأهبة حزم لذ وإن كنت آمناً
  واعلم أن كلاً بحسب ما تضاف إليه وهي هنا أضيفت لحين وهو ظرف فصح التمثيل. قوله: (فما كل حين) الأصل فما الذي توالى موالياً كل حين فقد فصل بالظرف وهو كل حين الذي هو معمول للخبر الذي هو مؤاتياً قوله: (تؤاتي) بالتاء والأشهر في إنشاده توالي من الموالاة. قوله: (فإن كان المعمول) أي: معمول خبر ما الوالي لها. قوله: (وما كل من وافي الخ) أي: فقد فصل بقوله كل من وافى وهو مفعول للخبر أعني قوله عارف وأنا مبتدأ، وقوله وما كل من وافى الخ صدره وقالوا نعرفها المنازل في منى وبعد البيت:
  ولم أنس منها ليلة الجزع إذ مشت ... إلي وأصحابي منيخ وواقف
  والمنازل نصب على إسقاط الخافض توسعاً أي في المنازل وليس ظرفاً لأنه اسم مكان مختص فلا ينصب على الظرفية قوله: (في قول) أي: والثاني يقدر وللظرف عاملاً أي زاهدين فيه وليس هذا اشتغالاً حتى يقال ما لا يعمل لا يفسر عاملاً وتقدم الكلام على ذلك في الجهة الثانية من الباب الخامس. قوله: (وعلى الفعل المنفي بما) أي: مع أن لها الصدارة. قوله: (قيل وعلى أن) أي: قيل ويقدمان أي الظرف والجار والمجرور على أن
= والمقاصد النحوية ٢/ ١٠١؛ وأوضح المسالك ١/ ٢٨٣).
اللغة: التهيؤ: الاستعداد للقيام بالشيء. لذ: الجأ، من لاذ يلوذ.
المعنى: إن الشاعر ينصح باستعمال الحزم وضبط الأمور، وخاصة اصطفاء الأصدقاء، يعلل ذلك بأن المرء لا يأمن أن يأتيه المكروه في وقت لم يكن فيه يرتقب إلا الخير.
٩٣٨ - التخريج: البيت لمزاحم بن الحارث العقيلي في (خزانة الأدب ٦/ ٢٦٨؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٣؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٨؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٥٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٠؛ والكتاب، ١/ ٧٢، ١٤٦؛ ولسان العرب ٩/ ٢٧٠ (غطرف)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٩٨؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٢٣٣؛ والخصائص ٢/ ٣٥٤، ٣٧٦؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٢؛ ولسان العرب ٩/ ٢٣٧ (عرف)).
شرح المفردات تعرفها: اسأل الناس عنها. منى: اسم مكان قريب من مكة فيه منسك من مناسك الحج. وافى: أتى.
المعنى: يقول: قالوا اسأل الناس عن منازل الحبيبة القائمة في منى وكيف لي ذلك، وأنا الغريب عن منى وعن كلّ من يأتيها.