وهي إحدى عشرة قاعدة
  و «عرضت الناقة على الحوض»، «عرضتها على الماء» قاله الجوهري وجماعة منهم السكاكي والزمخشري، وجعل منه {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ}[الأحقاف: ٢٠، ٣٤]. وفي كتاب التوسعة ليعقوب بن إسحاق السكيت: إن «عرضت الحوض على الناقة» مقلوب، وقال آخر: لا قلبَ في واحد منهما، واختاره أبو حيان، ورَدَّ على قول الزمخشري في الآية، وزعم بعضهم في قول المتنبي [من الكامل]:
  ٩٤٥ - وَعَذَلْتُ أَهْلَ الْعِشْقِ حَتَّى ذُقْتُه ... فَعَجِبْتُ كَيْفَ يَمُوتُ مَنْ لَا يَعْشَقُ
  أن أصله: كيف لا يموت مَنْ يعشق والصَّواب خلافه، وأن المراد أنه صار يرى أن لا سبب للموت سوى العشق؛ ويُقال: «إذا طلعت الجوزاء انتصب العُود في
  القصر هو الذي يطين ويلبس بالطين لا أن الطين يطين ويلبس بالقصر كما هو ظاهره.
  قوله: (القصر) أي: الذي يسكن فيه. قوله: (أدخلت القلنسوة في رأسي) أي: فالأصل أدخلت في القلنسوة رأسي لأن في إنما تدخل على الظرف والظرف القلنسوة لا الرأس.
  قوله: (وعرضت الناقة على الحوض) أي: فالأصل عرضت الحوض على الناقة لأن المعروض عليه ما له ميل كالناقة لا الحوض وقوله وعرضتها على الماء فالأصل عرضت الماء عليها. قوله: (قال الجوهري) أي: قال بالقلب في المثالين قوله: (على النار) أي: فالأصل ويوم تعرض النار على الذين كفروا ولأن المعروض عليه هو ما له ميل فيختار المعروض وخلافه. قوله: (مقلوب) كأنه رأى أن المعروض هو المساق وهو الذي عنده ميل. قوله: (ورد على قول الزمخشري في الآية) ويوم يعرض الذين كفروا على النار بأن عرض الكفار على النار ليس بمقلوب لأن الكفار مقهورون فكأنهم لا اختيار لهم والنار متصرفة فيهم كالمتاع الذي يتصرف فيه من يعرض عليه كما قالوا عرضت الجارية على البيع وعرضت القاتل على السيف والزاني على السوط. قوله: (كيف لا يموت من يعشق) أي: لأنه لما ذاقه وعلم بشدته تعجب من حياة أربابه. قوله: (ان لا سبب للموت سوى العشق) أي: فتعجب من موت من لا عشق عنده لعدم وجود سبب الموت.
  قوله: (إذا طلعت الجوزاء) هي نجم يطلع مع الفجر في مبدأ الحر والحرباء دويبة لا أكبر من ابن عرس عظم فيها وهي المسماة الحربائة وهي ضعيفة يحصل بقوة الحرارة اشتدادها تدور كيف دارت الشمس لمحبتها لها قوله: (إذا طلعت الجوزاء) هي برج في السماء إذا دخلت الشمس به قصر الليل وطال النهار وذلك بعكس برج القوس فإذا حلت الشمس فيه قصر النهار وطال الليل وإلى هذا المعنى يشير قول القائل في وصف حاله عند
٩٤٥ - التخريج: البيت للمتنبي في (ديوانه ٣/ ٧٤).
اللغة: عذلت: لمت.
المعنى: عذلت العشاق ولمتهم قبل وقوعي فيه وابتلائي به فلما ابتليت بالعشق، رجعت إلى نفسي، وتعجبت كيف يستطيع العاشق صبراً دون أن. يموت.