· (أما) بالفتح والتخفيف
  ذلك {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ}[التوبة: ١٠٦].
  والرابع: الإباحة، نحو: «تَعَلَّم إما فقهاً وإمَّا نحواً»، و «جالس إمَّا الحَسَنَ وإما ابن سِيرِينَ»؛ ونَازَعَ في ثبوت هذا المعنى لـ «إمّا» جماعة مع إثباتهم إياه لـ «أو».
  والخامس: التفصيل، نحو: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ٣}[الإنسان: ٣]، وانتصابهما على هذا على الحال المُقَدَّرة؛ وأجاز الكوفيون كَوْنَ «إمَّا» هذه هي «إن» الشرطية و «ما» الزائدة. قال مكي: ولا يجيز البصريون أن يلي الاسم أداةَ الشرط حتى يكون بعده فعل يُفسره، نحو: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ}[النساء: ١٢٨]، وَرَدّ عليه ابن الشجري بأن المضمر هنا «كان»، فهو بمنزلة قوله [من البسيط]:
  الإيهام كما مر ولم يبين وجه الوهم وكأنه ما تقرر من أنه لا بد أن يكون حرف للتخيير مسبوقاً بطلب وليس هنا طلب ولابن الشجري أن يمنع اشتراط ذلك ويقول المعنى بكونها للتخيير دخولها بين شيئين أو أشياء تكون للمتكلم أو السامع الخيرة في فعل ما شاء من ذينك الأمرين أو تلك الأمور من غير جمع بينهما أو بينهن ولا يشترط سبق الطلب ولا شك إن الله الخيرة في فعل ما شاء من الأمرين المذكورين، وإنه ø لا يجمع بينهما فيعذبهم مع التوبة اهـ. دماميني. قوله: (ونازع الخ) الظاهر إن الوجه ما قاله هؤلاء الجماعة اهـ. دماميني. قوله: (مع إثباتهم إياه لأو) فيه إنه لا يلزم من إثباتهم إياه لأو ثبوته لإما، وإن كانت مشاركة في هذه المعاني ألا ترى أن أو تنفرد بمعان والظاهر ما قاله هؤلاء الجماعة اهـ. دماميني. قوله: (التفصيل) أي: التفصيل مجمل قبلها كتفصيل الضمير العائد للإنسان في هذه الآية وهو إنا هديناه السبيل قوله: (على الحال المقدرة) أي: المنوية المقابلة لمقارنة وهي حال من الضمير في هديناه أي دللناه وبينا له الطريق حال كونه، إما شاكراً أي إما عاملاً بما بينا له، وإما كفوراً أي غير عامل ولا شك أن الشكر والكفر أي العمل وعدمه مقدر لا موجود حال الهداية والبيان. قوله: (هذه) أي التي في الآية المذكورة وهي قوله إما شاكراً وإما كفوراً وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله هديناه السبيل أي أن الإنسان كان شاكراً أو إن كان كفوراً هديناه السبيل ولم نتركه سدى اهـ. تقرير دردير.
  قوله: (حتى) أي: إلا أن يكون بعده فعل إلخ أي وهذه الآية ليس فيها ما ذكر فلا يتمشى على طريقة البصريين جعل إن شرطية وما زائدة قوله: (يفسره) أي: الشرط بمعنى المعلق عليه لا بمعنى الأداة ولا بمعنى التعليق ففي الكلام استخدام أو إن الضمير لفعل الشرط المفهوم من السياق أو للشرط السابق، وإضافة الأداة له لعملها فيه. قوله: (بأن المضمر هنا كان) حاصل هذا الجواب أنه ليس بلازم أن يقع بعده فعل مفسر للفعل الذي يقع قبله بل تارة يقع بعده فعل، وذلك إذا كان الفعل المفسر الذي قبل الاسم غير كان وتارة لا يقع فعل بعد الاسم، وذلك إذا كان الفعل الواقع قبل الاسم كان كما هنا إذ