حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أو) - حرف عطف

صفحة 173 - الجزء 1

  ٨٩ - جَاءَ الخِلافَةَ أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَراً ... كَمَا أَتَى رَبَّه مُوسَى عَلَى قَدَرِ

  والذي رأيته في ديوان جرير «إذ كانَتْ» وقوله [من البسيط]:

  ٩٠ - وَكَانَ سِيَّانِ أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً ... أَو يَسْرَحُوهُ بِهَا، وَأَغْبَرَتِ السُّوحُ

  أي: وكان الشأن أن لا يَرْعُوا الإبل وأن يرعوها سيان لوجود القحْطِ، وإنما قدرنا «كان» شَانيَّة لئلا يلزم الإخبار عن النكرة بالمعرفة، وقول الراجز:


  وأنصافه بأحد الأمرين، ولكن أبرز الكلام في صورة الشك إبهاماً على السامع حتى لا يعلم الوصف حال نفسه هو عليه والأول أظهر لأن كون التقى للنفس والفجور عليها أمران مجتمعان في الواقع. قوله: (وقوله جرير) بالجر. قوله: (جاء الخلافة) الضمير عائد على الممدوح وهو فاعل والخلافة مفعول أي: جاء لها وكانت له قدراً أي مندرة في الأزل فلم يحصل له تعب ولا معاناة كما أن موسى حصلت له النبوة واللقى بقدر بدون معاناة. قوله: (والذي رايته الخ) مراده بهذا الانتقاد على الجماعة وفيه أنهم حيث رواه هكذا فلهم كذا الاستشهاد به، وإن لم يروه هو كذا.

  قوله: (إذ كانت) أي: فلا شاهد له فيه قوله وكان سيان كان شانية أي اسمها ضمير شأن وسيان خبر مقدم وأن لا يسرحوا بعما مبتدأ مؤخر أي لأن إسراحهم الإبل وعدم إسراحهم سيان فقوله وكان يوهم أن اسمها ضمير الشأن، والأولى أن يقول وكان هو أي الشأن. قوله: (وإنما قدرنا كان شانية) أي: ولم نجعلها ناقصة لئلا يلزم الإخبار عن النكرة وهو سيان بالمعرفة وهو المصدر المؤول من أن والفعل لأنه مضاف للمعرفة وهي الإبل


٨٩ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ٤١٦؛ والأزهيّة ص ١١٤؛ وخزانة الأدب ١١/ ٦٩؛ والدرر ٦/ ١١٨؛ وشرح التصريح ١/ ٢٨٣؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٩٦؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٨٥، ٤/ ١٤٥؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٢٤؛ والجنى الداني ص ٢٣٠؛ وشرح الأشموني ١/ ١٧٨؛ وشرح ابن عقيل ٤٩٩؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٢٧؛ همع الهوامع ٢/ ١٣٤).

اللغة: شرح المفردات: جاء الخلافة: أي تولّى الخلافة قدراً: مقدرة، أو موافقة له.

المعنى: يقول: تولى الخلافة فكان أهلاً لها وقد قدّرها الله له كما قدر النبوة لموسى.

٩٠ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في (خزانة الأدب ٥/ ١٣٤، ١٣٧، ١٣٨؛ وشرح أشعار الهذليين ص ١٢٢؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٤٥؛ وشرح شواهد المغني ولسان العرب ١٤/ ٤١٢ (سوا)؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٤/ ٨٩، ١١/ ٧٠؛ والخصائص ١/ ٣٤٨، ٢/ ٤٦٥؛ ورصف المباني ص ١٣٢، ٤٢٧؛ وشرح المفصل ٨/ ٩١).

اللغة: سيان مثلان. سرح: أرسل للمرعى. النعم: المال الذي يرعى، الإبل والغنم والبقر. السوح: جمع ساحة.

المعنى: لقد صارت الساحات ملأى بالغبار، بسبب الجفاف والجدب، فصار الأمر سواء، أرسلوا الحيوانات للمرعى أو لم يرسلوها، فلا شيء ترعاه.