حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أو) - حرف عطف

صفحة 174 - الجزء 1

  ٩١ - إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزَامَا ... خَوَيْرِ بَيْنِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا

  إذ لم يقل «خويرباً» كما تقول: «زيد أو عمرو لص»، ولا تقول: «لصان»، وأجاب الخليل عن هذا بأن «خُوَيْرِبَيْنِ» بتقدير «أشتم» لا نعت تابع، وقول النابغة [من البسيط]:


  الأول وضميرها في الثاني، ولقائل أن يقول الإخبار عن النكرة بالمعرفة مغتفر به في الضرورة وما نحن فيه شعر فلا حر في ارتكاب مثل ذلك فيه على أن ابن مالك قال بجوازه. قوله: (إن بها الخ) قبله:

  خل الطريق واجتنب أرماما ... وبعده لم يدعا السارح مقاما

  وقوله: أكل إورزاً ما سما رجلين وقوله: خويربين أي لصين وقوله: ينقفان أي يقطعان وبابه ضرب، وقوله: الهاما جمع هامة وهي الرأس. قوله: (إذ لم يقل الخ) أي: أو هنا بمعنى الواو لا باقية على حقيقتها من كونها لأحد الشيئين وإلا لقال خويربا وتوضيحه أن خويريين حال من الضمير المستكن في قوله بها، والتقدير أن أكتل أو رزاما كائنان بتلك الأرض حالة كونهما خويربين فلو كانت أو على حالها من كونها لأحد الشيئين لكان الضمير عائداً على الأحد بصيغة الإفراد فتكون حالاً مفردة، ولذا يقول العلماء أن العطف إذا كان بأو يجب فيه الإفراد أي إذا كانت أو باقية على حالها اهـ. تقرير دردير. قوله: (بتقديم أشتم) أي: فهو جملة مستقلة ولا يصح. أن تقول خويربا إلا لو كان من الجملة الأولى ويؤخذ منه أن قولهم أن العطف بأو يجب فيه الإفراد أي إذا كان من الجملة الأولى وإلا فأنت بالخيار اهـ. تقرير دردير قوله: (لا نعت تابع الخ) الصواب لا حال أي من متعلق بها، وأما النعت فلا يتأتى لأن خويربين نكرة ونعت المعرفة لا يكون إلا معرفة والنعت لا يتأتى حتى ينفيه قوله: (نعت تابع) فيه تسامح إذ لا يتوهم نعت المعرفة بالنكرة وإنما المتوهم الحالية فكأنه لاحظ أن الحال وصف في المعنى. قوله: (وقول النابغة) أي: يخاطب النعمان بن المنذر:

  واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد الثمد

  قالت ألا ليتما الخ فقوله قالت من كلام فتاة الحي وهي زرقاء اليمامة، والمراد كن


٩١ - التخريج: الرجز الأسدي في (الأزهية ص ١١٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٩٩؛ ولرجل من بي أسد في الكتاب ٢/ ١٤٩؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٨٨؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٥؛ ولسان العرب ١/ ٣٤٩ (جزب)، ١١/ ٥٨٢ (كتل)، ١٤/ ٥٥ (أوا).

اللغة: الأكتل اللص. الرزام: الشديد الصعب؛ ويجوز أن يكون (أكتل) و (رزام) اسمين لشخصين معروفين خويربين: مثنى خويرب الذي هو مصغر خارب وهو سارق الإبل. ينقفان: يكسران الرأس حتى يظهر الدماغ.

المعنى: إن في الطريق لصين معروفين هما أكتل ورزام، أو إن فيها لصا ورجلاً شديداً صعباً، يسرقان الإبل، ويكسران رؤوس المسافرين.