· (أو) - حرف عطف
  ٩٢ - قالَتْ: أَلَا لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامُ لَنَا ... إِلَى حَمَامَتِنَا أَوْ نِصْفَهُ فَقَدِ
  فَحَسَبُوهُ فَأَلْقَوْهُ كَمَا ذَكَرَتْ ... سِنًّا وَسِتِّينَ لَمْ تَنقُصُ وَلَمْ تَزِدِ
  وَيُقَوِّيه أنه روي «ونصفه» وقوله [من الكامل]:
  ٩٣ - قَوْمِ إِذَا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رَأَيْتَهُمْ ... مَا بَيْنَ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَوْ سَافِعِ
  حكيماً كما كانت حكيمة إذ أصابت ووضعت الشيء موضعه فلا تقبل سعاية مختلق مفتر على عندك. وكانت هذه المرأة نظرت إلى سرب حمام طائر فيه ست وستون حمامة وعندها حمامة واحدة فقالت: ليت الحمام إليه، إلى حمامتيه، أو نصفه قديه، تم الحمام ميه. قال بعض أهل المعاني لما أراد النابغة وصف هذه المرأة الحكيمة الحاسبة بسرعة أصابتها شدد الأمر وضيقه ليكون أبلغ في مدحها بالإصابة، وذلك أنه جعلها تحزر الطير إذ كان الطير أخف ما يتحرك، ثم كونه حماماً مما يؤكد هذا الغرض لكونه أسرع الطير ثم ورودها الماء مما يوجب المبالغة في الإسراع لأنها حالة عطش وحرص على سرعة الوصول للماء، وكون الماء قليلاً مما يقتضي سرعة الإزدحام عليه، وكونه لا مادة له أشد في الحرص على النيل منه والثمد الماء القليل الذي لا مادة له فالمعين لكون أو بمعنى الواو قولك فوجدوها تسعاً وتسعين إذ لو بقيت على حالها لم يكن تسعاً وتسعين. قوله: (فقد) أي: حسبي وقوله: فحسبوه أي فعدوه، وقوله: فألفوه أي وجدوه. قوله: (إذا سمعوا الصريخ) أي: للحرب.
٩٢ - التخريج: البيتان للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ٢٤؛ والأزهية ص ٨٩، ١١٤؛ والأغاني ١١/ ٣١؛ والإنصاف ٢/ ٤٧٩؛ وتخليص الشواهد ص ٣٦٢؛ وتذكرة النحاة ص ٣٥٣؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٥١، ٢٥٣؛ والخصائص ٢/ ٤٦٠؛ والدرر ١/ ٢١٦، ٢/ ٢٠٤؛ ورصف المباني ص ٢٩٩، ٣١٦، ٣١٨؛ وشرح التصريح ١/ ٢٢٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٧٥، ٢٠٠، ٤٢/ ٦٩٠ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٣٣؛ وشرح المفصل ٨/ ٥٨؛ والكتاب ٢/ ١٣٧؛ واللمع ص ٣٢٠؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٥٤؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٣٤٩؛ وخزانة الأدب ٦/ ١٥٧؛ وشرح الأشموني ١/ ١٤٣؛ وشرح قطر الندى ص ١٥١؛ ولسان العرب ٣/ ٣٤٧ (قدد)؛ والمقرب ١/ ١١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ٦٥).
اللغة والمعنى: فقد: هنا اسم فعل بمعنى «يكفي»، أو اسم بمعنى: «كاف»، أو: بمعنى الواو.
يقول: ألا ليت هذا الحمام كلّه لنا، أو نصفه مضافاً إلى حمامتنا فهو كاف [لأن يصير مئة].
٩٣ - التخريج: البيت لعمرو بن معد يكرب في (ديوانه ص ١٤٥؛ ولحميد بن ثور في ديوانه ص ١١١؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٠٠؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٤٦؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ٢١٨؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٤؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢٩؛ وشرح عمدة الحافظ ٦٢٨؛ ولسان العرب ٨/ ١٥٨ (سفع)).
شرح المفردات: الملجم: الذي يجعل اللجام في فم الفرس. السافع: القابض بناصية المهر، وهي كناية عن الاستعداد والاستجابة.