· (أو) - حرف عطف
  والسادس: الإضراب كـ «بَلْ»، فعن سيبويه إجازة ذلك بشرطين: تقدم نفي أو نهي، وإعادة العامل، نحو: «ما قامَ زَيْدٌ أو ما قام عمرو»، و «لا يقم زَيْدٌ أو لا يَقُمْ عمرو»، ونقله عنه ابنُ عُفصور، ويؤيده أنه قال في {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ٢٤}[الإنسان: ٢٤]، ولو قلت: «أو لا تطع كفوراً»، انقلب المعنى، يعني أنه يصير إضراباً عن النهي الأوّل، ونهياً عن الثاني فقط، وقال الكوفيون وأبو علي وأبو الفتح وابنُ بَرْهَان: تأتي للإضراب مطلقاً، احتجاجاً بقول جرير [من البسيط]:
  ٩٤ - مَاذَا تَرَى فِي عِيالٍ قَدْ بَرِمْتُ بِهِمْ ... لَمْ أُخصِ عِدَّتَهُمْ إِلَّا بِعَدَادِ؟
  كَانُوا ثمانِينَ أَوْ زَادُوا ثمانِيَةً ... لَوْلاَ رَجَاؤُكَ قَدْ قَتَلْتُ أَوْلادي
  العامل، وهو إباحة المجالسة فكأنه قيل أبحت لك مجالستهما ومن أبيحت له المجالسة لم تلزمه ولم يمتنع عليه إفراد أحدهما ولا الجمع بينهما؛ لأن معنى كون الشيء مباحاً أنه لا حرج عليه في فعله ولا في تركه فإذا أبيح شيآن جاز لنا فيهما أربعة أوجه وكذلك المعنى إذا ذكرت أو قوله: (تقدم نفي أو نهي) شرط أول وقوله وإعادة العامل شرط ثان. قوله: (أو ما قام عمرو) والمعنى بل ما قام عمرو فهو إضراب عن الأول.
  قوله: (أو لا يقم عمرو) أي: بل لا يقم عمرو فهو إضراب عن الأول. قوله: (نقله عنه ابن عصفور) أي: نقل هذا القول عن سيبويه وهذه الجملة الفعلية معطوفة على المتقدمة إذ المعنى ثبت عن سيبويه كذا ونقله عنه ابن عصفور ويجوز أن تكون الأولى اسمية وهذه معطوفة عليها ولا يضر التخالف بذلك. قوله: (ويؤيده) أي: نقل ابن عصفور وقوله إنه أي سيبويه قوله: (ونهيا عن الثاني فقط) أي: وذلك باطل لأن النهي عن كل واحد ثابت لا يتطرق إليه الإبطال أصلاً قوله: (وأبو علي) أي: الفارسي وقوله وأبو الفتح أي ابن جنى. قوله (للإضراب مطلقاً) أي إتياناً مطلقاً أو حال من الإضراب أي تأتي له في حالة كونه مطلقاً أي سواء تقدمه نفي أو نهي أو لم يتقدمه سواء أعيد العامل أو لا. قوله: (مطلقاً) أي: عن الشرطين السابقين. قوله: (احتجاجاً بقول جرير) مفعول لأجله والعامل قال أي أولئك الجماعة كذا احتجاجاً ويجوز أن يكون حالاً أي ذوي احتجاج أو محتجين.
٩٤ - التخريج: البيتان لجرير في (ديوانه ص ٧٤٥؛ وجواهر الأدب ص ٢١٧؛ والدرر ٦/ ١١٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٠١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٢٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٤٤؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة. ص ١٢١؛ وشرح الأشموني ٤/ ٤٣٢ (الثاني فقط)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٤).
اللغة: برمت: ضقت واستأت العيال أهل البيت ممن تنفق عليهم.
المعنى: ليتك ترى أهلي الذين أتضايق من وجودهم، ولا أعرف عددهم، بل أحتاج إلى عداد لإحصائهم، فهم ربما كانوا ثمانين أو ثمانية وثمانين، وقد كدت أقتلهم لولا أملي في عطائك وكرمك.