· (أو) - حرف عطف
  وقراءة أبي السمال {أَوْ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}[البقرة: ١٠٠] بسكون واو «أو»، واختلف في {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ١٤٧}[الصافات: ١٤٧]، فقال الفراء: بل يزيدون، هكذا جاءَ في التفسير مع صحته في العربية، وقال بعض الكوفيين: بمعنى الواو؛ وللبصريين فيها، أقوال قيل للإبهام، وقيل: للتخيير، أي: إذا رآهم الرائي تخير بين أن يقول هم مائة ألف، أو يقول هم أكثر، نقله ابن الشجري عن سيبويه، وفي ثبوته عنه نظر؛ ولا يصح التخيير بين شيئين الواقع أحدهما؛ وقيل: هي للشك مصروفاً إلى الرّائي، ذكره ابن جنّي، وهذه الأقوال - غير القول بأنها بمعنى الواو - مقولة في {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}[النحل: ٧٧]، {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}[البقرة: ٧٤].
  والسابع: التقسيم، نحو: «الكلمة اسم أو فعل أو حرف» ذكره ابن مالك في منظومته
  قوله: (وقراءة أبي السمال) اعلم أنهم متى قالوا ابن يكون السماك بالكاف ومتى كان أبي السمال باللام وتشديد الميم والسين اهـ تقرير دردير ... قوله: (فقال الفراء بل يزيدون) أي: فأو للإضراب. قوله: (مع صحته في العربية) قال الرضى وإنما جاز الإضراب في كلامه تعالى لأنه أخبر عنهم بناءً على ما يحزر الناس من غير تحقيق مع كونه تعالى عالما بعددهم وأنهم يزيدون، ثم أخذ تعالى في التحقيق مضرباً لما يغلط فيه الناس بناءً على ظاهر الحزر أي أرسلناه إلى جماعة يحزرهم الناس مائة ألف وهم كانوا زائدين على ذلك، وكذا تقول في قوله تعالى: كلمح البصر أو هو أقرب اهـ. دماميني.
  قوله: (بمعنى الواو) أي: إلى مائة ألف ويزيدون على ذلك وانظر هذا العطف على أي شيء هو. قوله: (بمعنى الواو) فيه أنه لا يصح عطفه على مائة ألف لأنه لا يشبه الفعل ويمكن أنه من العطف على المعنى الآتي آخر الكتاب، أي: إلى جماعة يعدون مائة ألف ويزيدون. قوله: (قيل للإبهام) أي: على السامع. قوله: (إذا رآهم الرائي تخير) أي: لشدة كثرتهم. قوله: (ولا يصح التخيير الخ) بيان لوجه النظر قالوا وبمعنى لام العلة. قوله: (الواقع أحدهما) أي: فإن حال هؤلاء المرسل إليهم دائر بين أن يكونوا مائة ألف أو أكثر، فإن كانوا في الواقع مائة ألف فكيف يسوغ للرائي أن يتخير بأنهم أزيد وإن كانوا أزيد فكيف يسوغ له الإخبار بأنهم مائة ألف. قوله: (غير القول بأنها بمعنى الواو) أي: إلا القول بأنها بمعنى الواو بل وهذا القول يجري هنا أيضاً وقد سبق أن ابن مالك جعلها بعد التشبيه للإباحة وهي عنده بمعنى الواو قوله: (التقسيم) أي: بيان أقسام الشيء سواء كلا أو كلية الأول يسمى تقسيم الكل إلى أجزائه نحو السكنجبين خل أو عسل أي ينقسم إلى هذين القسمين وتقسيم الكلي إلى جزئياته كالمثال الذي ذكره قوله: (في منظومته) أي: الصغرى المسماة بالألفية وبالخلاصة والكبرى الكافية.